أثارت تصريحات يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جدلًا واسعًا بعدما وصف القادة الأوروبيين بأنهم أصبحوا “كالكلاب الأليفة عند أقدام أصحابها” عقب عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم.
هذه العبارات الحادة تعكس موقف الكرملين من التغيرات السياسية في الغرب، وتعيد التأكيد على رؤية موسكو بشأن علاقة أوروبا بالولايات المتحدة.
بوتين وتنبوءات العلاقة الأمريكية الأوروبية
لم تكن تصريحات أوشاكوف مجرد تعبير عن موقف لحظي، بل استرجاعًا لكلام سابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي توقع أن القادة الأوروبيين سيجدون أنفسهم مجددًا في موقع التبعية المطلقة للبيت الأبيض في حال عودة ترامب إلى السلطة.
وحسب أوشاكوف، فإن بوتين كان قد قال إن هؤلاء القادة “سيهزون ذيولهم باضطراب عند قدمي السيد”، وهو ما يراه الكرملين يتحقق فعليًا في المشهد السياسي الحالي.
عودة ترامب.. قلق أوروبي واستراتيجية روسية
مع فوز ترامب بالرئاسة مجددًا، تجد الدول الأوروبية نفسها في وضع معقد. فإدارته السابقة شهدت ضغوطًا أمريكية على الحلفاء الأوروبيين في قضايا مثل الإنفاق العسكري في الناتو، والسياسات التجارية، وحتى في الموقف من روسيا.
واليوم، يبدو أن موسكو تراهن على مزيد من الانقسام داخل المعسكر الغربي، خاصة إذا ما استمر ترامب في نهجه الذي يضع المصالح الأمريكية أولًا دون اعتبار كبير لشركائه التقليديين.
رسائل الكرملين.. حرب إعلامية أم واقع سياسي؟
تصريحات أوشاكوف تأتي في إطار تصعيد الخطاب الروسي تجاه أوروبا، لكنها أيضًا تحمل أبعادًا استراتيجية. فمن جهة، تسعى موسكو إلى تأكيد ضعف الموقف الأوروبي في مواجهة السياسة الأمريكية، ومن جهة أخرى، فإنها تبعث برسالة إلى الداخل الروسي بأن الغرب ليس قوة موحدة، وإنما تابعة للولايات المتحدة.
أوروبا بين خيارين: الاستقلال أم التبعية؟
أمام هذا الوضع، تواجه العواصم الأوروبية معضلة حقيقية؛ فإما أن تبقى في ظل السياسة الأمريكية كما تشير موسكو، أو أن تحاول تحقيق استقلالية إستراتيجية، وهو أمر بدا مستحيلًا في السنوات الماضية.
لكن في ظل المتغيرات الحالية، قد يكون على أوروبا إعادة التفكير في موقعها بين القوى العالمية الكبرى، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات مع روسيا، وعودة ترامب إلى الحكم بسياسات غير متوقعة.
في النهاية، يبقى التساؤل مطروحًا: هل ستستطيع أوروبا إثبات استقلاليتها السياسية في مواجهة النفوذ الأمريكي، أم أن الكرملين محق في توصيفه لدورها على الساحة الدولية؟