ما تزال أول زيارة غربية رفيعة المستوى إلى دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد في دجنبر الماضي، تحظى بأهمية كبرى، حيث التقى فيها كل من وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك بقائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.
ورغم أهمية اللقاء الذي يهدف إلى مناقشة مستقبل سوريا والتحديات الأمنية في المنطقة، تحول الحديث إلى مسألة بروتوكولية أثارت جدلاً واسعاً، وهي غياب المصافحة بين الشرع والوزيرة الألمانية.
بارو أكد في تصريحاته أن المصافحة لم تكن محور الزيارة، موضحاً أنه كان يفضل أن تتم هذه البادرة، لكنه شدد على أن الهدف الأساسي للزيارة كان يتعلق بمعالجة قضايا حساسة تتعلق بالأمن الإقليمي.
وأضاف أن سوريا لا تزال تواجه تهديداً كبيراً بوجود عشرات الآلاف من معتقلي تنظيم الدولة في شمال شرق البلاد، ما يتطلب تحركاً دولياً لضمان الاستقرار.
من جانبها، صرّحت بيربوك بأن أوروبا لن تقدم أي دعم مالي لإعادة الإعمار إذا لم تكن هناك مشاركة شاملة لجميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على ضرورة توفير ضمانات أمنية حقيقية للأكراد.
كما أوضحت أن غياب المصافحة كان أمراً متفقاً عليه ضمن سياق اللقاءات مع المسؤولين السوريين الجدد، حيث لم يبادر أي من الطرفين، الفرنسي أو الألماني، إلى القيام بهذه الخطوة.
الزيارة جاءت في وقت تحاول فيه أوروبا صياغة سياسة جديدة تجاه سوريا بعد التحولات الأخيرة.
وبينما ركزت اللقاءات على قضايا محورية، مثل إعادة الإعمار وضمان الأمن، أثار الجدل حول البروتوكول تساؤلات حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين الغرب والإدارة السورية الجديدة.