فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، الذي توفي عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مع أزمة صحية مفاجئة.
الخبر الذي أكده الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، جاء ليعلن عن نهاية حقبة فنية قدمت الكثير للمسرح والسينما والدراما.
الأزمة الصحية التي ألمّت بالحلفاوي بدأت منذ الثلاثاء الماضي، عندما تعرض لمشكلة حادة في الجهاز التنفسي نقل على إثرها إلى المستشفى، وعلى الرغم من التكتم الذي أبدته عائلته، إلا أن أصدقاءه في الوسط الفني، أمثال المخرج عمرو عرفة والفنان صلاح عبد الله، توجهوا للجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء له في أيامه الأخيرة، لكن الساعات القليلة الماضية حملت النهاية الحزينة لتدهور حالته الصحية.
نبيل الحلفاوي، المولود في حي السيدة زينب بالقاهرة في 22 أبريل 1947، كان نموذجاً للفنان الملتزم الذي استطاع تقديم أدوار خالدة في كافة المجالات الفنيةء، حيث التحق بعد تخرجه في كلية التجارة، بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ مسيرة امتدت لأكثر من خمسين عاماً، منطلقا من المسرح، الذي كان بوابته الأولى إلى الشهرة، وقدم على خشبته أعمالاً لاقت إشادة واسعة.
في الدراما التلفزيونية، أبدع الحلفاوي في أعمال محفورة في ذاكرة المشاهدين، منها “رأفت الهجان”، “زيزينيا”، و”ونوس”. أما السينما، فقد شهدت له بأدوار مؤثرة في أفلام مثل “الطريق إلى إيلات”، الذي وثّق ملحمة وطنية، و”فقراء لا يدخلون الجنة”، الذي حمل أبعاداً اجتماعية وإنسانية.
كان آخر ظهور للحلفاوي على الشاشة في فيلم “تسليم أهالي” عام 2022، حيث قدم دوراً كضيف شرف إلى جانب دنيا سمير غانم وهشام ماجد.
وكأن القدر اختار له وداعاً بسيطاً يتماشى مع شخصيته التي لم تبحث يوماً عن الأضواء بقدر ما سعت لتقديم فن صادق.
برحيل نبيل الحلفاوي، تفقد الساحة الفنية أحد رموزها الكبار الذين شكّلوا ذاكرة فنية للأجيال. ستبقى أعماله شاهدة على رحلة فنان عاش ليخدم فنه وجمهوره، تاركاً إرثاً غنياً يحمل اسمه إلى الأبد.