في خطوة سريعة وحاسمة، أقدمت السلطات الإماراتية في دبي على اتخاذ إجراء عاجل ضد ملصق على شاحنة متنقلة لبيع الوجبات السريعة، والذي أثار جدلاً بين أفراد الجالية المغربية المقيمة في المدينة.
وكان الملصق الذي وضع على الشاحنة يتضمن خريطة المغرب دون صحراءه، وهو ما تم اعتباره خرق صارخ وانتهاك لرموز السيادة الوطنية لدولة تعتبرها الامارات شقيقة.
وتعمد صاحب الشاحنة في حركة استفزازية منه، وضع الشاحنة بالقرب من برج خليفة، وهو موقع يشهد حركة كبيرة، ما جعل هذا الملصق محل انتباه العديد من المغاربة المقيمين في دبي، حيث عبروا عن استنكارهم لما رأوه إساءة، قبل أن ستقدموا بشكاوى إلكترونية للسلطات الإماراتية مطالبين بإزالة الملصق المسيء، وهو ما تم التفاعل معه سريعا.
تفاعل الجهات المعنية جاء نظرا لكون التصميم الدعائي يتناقض مع السياسة المعتمدة في الإمارات، التي تلتزم بالخرائط الدولية الرسمية التي تشمل الصحراء كجزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية.
وأكدت السلطات في دبي أن هذا الإجراء يعكس التزامها باحترام سيادة الدول الشقيقة، مشيرة إلى أن الملصق يحمل دلالات سياسية قد تتعارض مع مواقف دولة الإمارات الثابتة في دعم حقوق الدول العربية، وعلى رأسها المغرب، مضيفة أنه لا يجب السماح بظهور أي محتوى قد يؤدي إلى تأويلات غير مناسبة تتعلق بالسيادة الوطنية.
كما شددت الجهات المعنية على ضرورة أن تلتزم جميع الشركات والمنشآت التجارية بالقوانين المحلية، التي تهدف إلى تعزيز الاحترام المتبادل بين الدول وحماية العلاقات الأخوية بين الإمارات والمملكة المغربية، بما يتوافق مع السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي تركز على تعزيز التعاون العربي والإسلامي
وقد استجابت الجهات المعنية في دبي بسرعة، وأجبرت صاحب الشاحنة على تعديل الملصق وفقاً للمطالب، في خطوة تعكس حرص الإمارات على احترام مشاعر الجاليات العربية المقيمة على أراضيها.
تعد هذه الحادثة مؤشراً على اهتمام الإمارات بالحفاظ على علاقاتها المتينة مع المغرب، وتعبيراً عن حرصها على أن تظل روابط الأخوة العربية فوق أي خلافات سياسية قد تكون موجودة.