في أعقاب الفيضانات العارمة التي اجتاحت مدينة فالنسيا وضواحيها، انفجر غضب الأهالي المتضررين أثناء زيارة الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز، حيث استقبل الوفد الملكي بالطين وهتافات “قتلة” اعتراضاً على ما وصفوه بتقصير السلطات في إرسال التحذيرات والاستجابة السريعة لحجم الكارثة.
أحد الشباب المتضررين توجه للملك قائلاً بمرارة: “كان الخطر معروفاً، ولم يتحرك أحد لتجنبه”، فرغم محاولة حراس الملك تغطيته بمظلات، أصر على الحديث مع المواطنين، ليشهد لحظات إنسانية مؤثرة حيث شوهد بعض السكان يبكون على كتفه، بينما احتضنت الملكة ليتيثيا بعض الأهالي، وقد بدا على وجهها وشعرها آثار الطين، في مشهد يظهر حجم المأساة.
وبينما ألقت الحكومة المركزية المسؤولية على السلطات الإقليمية بشأن التحذيرات، أكدت سلطات فالنسيا أنها تعاملت مع الموقف بأفضل السبل المتاحة.
وفيما حاول رئيس الوزراء تجنب مواجهة المحتجين، إلا أنه أرسل لاحقاً رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيها التزام الحكومة بإعادة بناء المناطق المتضررة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح والممتلكات، واصفاً الحادثة بأنها ظرف استثنائي يستدعي التعاون والتضامن.
كما أعلن سانشيز عن نشر 5,000 جندي إضافي في المناطق المنكوبة، ليصل العدد الإجمالي إلى 7,500 جندي، في أكبر انتشار عسكري تشهده إسبانيا في وقت السلم، مضيفا أنه سيتم فتح تحقيق في أية مظاهر محتملة للإهمال لمعرفة تفاصيل ما حدث.
من جانب آخر، ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 217 شخصاً، مع توقعات بزيادة العدد مع استمرار عمليات البحث بين الحطام.
ولا تزال البنية التحتية للكهرباء والمواصلات تعاني من أضرار جسيمة، فيما تواصل الشرطة ضبط الأمن وتوقيف عدد من الأشخاص المتورطين في عمليات سرقة ونهب.
ويرى العلماء أن تغير المناخ يزيد من حدة الظواهر الجوية المتطرفة، مشيرين إلى أن ارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط يؤدي إلى زيادة تبخر المياه، مما يسهم في حدوث أمطار شديدة، وهو ما يعكس تأثير التغيرات المناخية على استقرار الطقس في أوروبا وأماكن أخرى.