ONCF 970 x 250 VA

مهرجان “الضحك” بشفشاون.. عروض كوميدية استثنائية بتطلعات مستقبلية

0

أسدل الستار، مساء الجمعة، على فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الضحك بشفشاون، الذي نظمته جمعية جسور للثقافة والفن بشفشاون، على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “أجي نضحكو فشفشاون”، بحيث تميز منذ انطلاقه، بحضور فنانين من مختلف الألوان الكوميدية، أتحفوا من خلالها الحضور الجماهيري؛ الذي فاق التوقعات في هذه التظاهرة الفنية؛ حتى أضحت علامة فارقة في الأجندة الثقافية المغربية و نكهة جديدة للمشهد الفني في المدينة.

لحظات مميزة في مهرجان الضحك

بمجرد ما إن علم الجمهور الشفشاوني بالأسماء الفنية؛ التي سجلت حضورها في هذا المهرجان، توافد جمهور غفير على القاعة المغطاة بالمركب الثقافي والرياضي بالمدينة منذ اليوم الافتتاحي وصولا إلى الأمسية الختامية لمشاهدة العروض المبهجة؛ التي قدمتها الأسماء الفنية المعروفة في المشهد المغربي بما فيهم الفنان الكوميدي إيكوا، الممتع بقفشاته الكوميدية والثنائي الكوميدي حسن ومحسن، المعروفان بروح الدعابة الفريدة وأسلوبهما الساخر؛ الذي يلامس قضايا المجتمع بشكل خفيف، فضلا عن الثنائي دنيا بوطازوت وأحمد الشركي اللذان أبهروا الجمهور بأدائهما المسرحي المميز، بعد تقديمهما عرضًا مسرحيا جمع بين الكوميديا والمشاعر، مما ترك انطباعًا إيجابيًا لدى الحضور في الأمسية الختامية من المهرجان.

تكريم المبدعين.. احتفاء بالكوميديا المغربية

لا شك أن العالم الذي نعيش فيه اليوم هو عالم مليء بالتحديات والضغوطات اليومية وتظل الكوميديا منارة للأمل والفرح ووسيلة لرسم الابتسامة على وجوه الناس، واعترافا بهذه الأهمية، ارتأت إدارة المهرجان أن تضع التفاتة لعدد من الوجوه الفنية المشاركة في فعاليات هذا المهرجان عبر تكريمهم بهدايا رمزية تعكس مكانتهم الفنية، وتقديرا لجهودهم المستمرة في تقديم الضحك والفن؛ كوسيلة للتواصل الإنساني، للجمهور داخل الوطن وخارجه، إيمانا منها بكون أن الكوميديا ستظل جسرًا يربط بين القلوب والعقول.

وخلال فعاليات هذا المهرجان، تم تكريم الفنان المغربي حسن ميكيات والفنان الكوميدي إيكو والثنائي حسن ومحسن ودنيا بوطازوت وأحمد الشركي والإعلامي المغربي مراد العشابي وباقي الوجوه الفنية الأخرى، بهدايا عبارة عن تذكارات ولوحات فنية تتضمن العمران الجمالي للمدينة الزرقاء؛ وذلك تقديرًا لإسهاماتهم الفنية، وسط أجواء كانت محط إعجاب وتقدير من قبل الجميع، في خطوة تعكس التقدير المستمر للإبداع في المشهد الفني المغربي من قبل أبناء الجوهرة الزرقاء.

“ميكيات” ضيف صالون المهرجان

وبعيدا عن مجال الكوميديا، كان الجمهور الشفشاون في إطار هذه التظاهرة الفنية، على موعد مع تنظيم صالون ثقافي متميز أطرته الإعلامية المصرية عائشة أحمد، حيث كان مناسبة لتسليط الضوء على مسيرة الفنان المغربي حسن ميكيات، وفرصة لاطلاع الجمهور على جوانب من حياته قبل وبعد ولوجه عالم الفن ومشاركة ذكرياته وتجربته في عالم الفن مع الجمهور الشفشاوني؛ الذي لم ينسى حضوره في المسلسل التلفزيوني الشهير”رمانة وبرطال”، حيث قال في هذه الجلسة الفنية إن زيارته الأولى لمدينة شفشاون كانت سنة 1996، لكن كحكم كرة قدم في مباراة بين فريق اتحاد شفشاون والمغرب الفاسي، قبل أن يعود إليها بعد مسار فني حافل بالمنجزات والأعمال المسرحية والكوميدية، مبديا إعجابه بسحر هذه المدينة الرائعة، ، مما أضفى طابعًا مميزًا على المهرجان وجعله محطة للاحتفاء بالتنوع الثقافي والفني.

تطلعات مستقبلية على لسان الفنانين والفاعلين

“إن تنظيم مهرجان من هذا الحجم ينبغي أن تتوفر له فضاءات خاصة وشاسعة”، جاء ذلك على لسان الفنانين المشاركين في مهرجان الضحك في نسخته الرابعة، والذين أعربوا عن إعجابهم الكبير بجمال مدينة شفشاون، مؤكدين أنها تستحق أن تكون لديها مساحة كبيرة مخصصة لاحتضان التظاهرات الفنية، مؤكدين أن تأطير الشباب وصقل المواهب يعد أمرًا ضروريًا لتعزيز الإبداع الفني في المنطقة، إيمانا منهم بكون أن الفن يلعب دورًا محوريًا في تطوير المجتمع وفتح آفاق جديدة للمواهب الشابة، مما يسهم في بناء مجتمع ثقافي حيوي ومزدهر.

ولتحقيق هذا الهدف كما عبر عن ذلك الإعلامي مراد العشابي؛ الذي حضر كسفير للمهرجان في كلمة ألقاها أمام الجمهور الشفشاوني، تبرز الحاجة الملحة لإنشاء مركب ثقافي بالمدينة، لأن التظاهرة الفنية من هذا الحجم يجب أن تُقام في بيئة ملائمة، مثل المسارح والمركبات الثقافية، بدلاً من تنظيمها في قاعات مخصصة لممارسة الأنشطة الرياضية، وذلك من أجل تحقيق تأثير أكبر والوصول إلى جمهور أوسع ورسم رؤية واضحة لمستقبل مشرق يعزز من مكانة الكوميديا والفنون في المجتمع.

ومن جهته أعرب جمال زيطان، أمين مال جمعية جسور للثقافة والفن بشفشاون، في تصريح خص به قناة كاب24 الإلكترونية، عن سعادته بنجاح هذا المهرجان، منوها بالجهود التي بذلتها السلطات الإقليمية الممثلة في عامل إقليم شفشاون ووزارة الثقافة والاتصال والمجلس الإقليمي والبلدي وباقي الشركاء؛ الذين قدموا الدعم المادي والمعنوي لإنجاح النسخة الرابعة من هذا المهرجان، داعيا في نفس الوقت السلطات الإقليمية إلى التفكير في إنشاء مركب ثقافي خاص يليق باللؤلؤة الزرقاء، لاحتضان مثل هذه التظاهرات الثقافية للفعاليات، قصد تأهيل المواهب الفنية الشابة التي تطمح إلى ولوج عالم الفن بشتى أنواعه، على أمل أن تكون النسخة القادمة ذات طابع دولي من أجل مواصلة تعزيز مكانة هذه المدينة الجميلة وجعلها وجهة ثقافية بارزة تضاهي باقي المدن المغربية الأخرى.

وأكد المتحدث ذاته أن نجاح النسخة الرابعة من مهرجان الضحك، هو دليل على تأكيد أهمية الفن الكوميدي في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية، متمنيا توسيع نطاق هذا المهرجان وتحقيق المزيد من الإنجازات في النسخ القادمة رغم الظروف والصعوبات التي تواجه المنظمين والمرتبطة بأماكن عقد مثل هذه التظاهرات الثقافية، قصد تشجيع الفاعلين الجمعويين بالإقليم، على تنظيم مثل هكذا تظاهرات؛ التي تستحق أن تنال العالمية بصفة عامة وأن يظل مهرجان الضحك دائما بمثابة منصة للإبداع والفرح في قلب مدينة شفشاون الجميلة.

هذا وأشاد المشاركون في فعاليات هذا المهرجان من فنانين وإعلاميين وفاعلين جمعويين بالتنظيم الجيد والتفاعل الكبير من طرف جمهور مدينة شفشاون، مطالبين بتظافر جهود أبناء المدينة؛ نظرا لأهمية مثل هذه الفعاليات في دعم السياحة والثقافة وتحفيز الاقتصاد المحلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.