ألفا قتيل وآلاف الجرحى: العدوان الإسرائيلي يضرب قلب لبنان

0

يشهد لبنان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا منذ 8 أكتوبر 2023، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا بسبب الهجمات الإسرائيلية إلى 1928 قتيلاً و9290 جريحًا، وفقًا للتقارير الصادرة عن السلطات اللبنانية.

تأتي هذه الحصيلة في إطار قصف مكثف من الطيران والمدفعية الإسرائيلية، الذي ركّز بشكل أساسي على مناطق الجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية.

تشير وحدة إدارة الكوارث اللبنانية إلى أن الساعات الـ48 الماضية شهدت حوالي 134 غارة جوية وقصفًا مدفعيًا، استهدفت مناطق متعددة من البلاد، مخلّفة وراءها دمارًا واسعًا وعددًا كبيرًا من القتلى والجرحى.

وبحسب آخر الإحصاءات، فإن 55 شخصًا لقوا حتفهم، بينما أصيب 156 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة خلال يوم واحد فقط.

بالإضافة إلى الخسائر البشرية، تفاقمت الأزمة الإنسانية مع ارتفاع عدد النازحين في لبنان إلى مليون و200 ألف شخص، وهو رقم غير مسبوق منذ بدء الصراع.

الكثير من هؤلاء النازحين وجدوا ملاذًا في مراكز الإيواء المؤقتة، بينما يتواصل النزوح الجماعي بسبب القصف المستمر على المناطق السكنية.

على الجانب الآخر، تتواصل الهجمات الصاروخية من الأراضي اللبنانية نحو إسرائيل، حيث رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق ما يقارب 100 صاروخ خلال أقل من ساعتين، مما أسفر عن إصابة شخص بجروح طفيفة في الجليل الغربي.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة دون أن تسبب خسائر بشرية كبيرة، إلا أن بعض الشظايا ألحق أضرارًا بالممتلكات.

في هذا السياق، أطلقت القوات الإسرائيلية عدة عمليات عسكرية تستهدف مواقع “حزب الله” في الجنوب اللبناني.

وقد أعلن “حزب الله” عبر بيانات رسمية عن تنفيذ هجمات مضادة ضد القوات الإسرائيلية، مشيرًا إلى تدمير دبابات إسرائيلية وقتل وجرح عدد من الجنود.

ويأتي هذا التصعيد في ظل محاولات الجيش الإسرائيلي للتوغل في المناطق الحدودية الجنوبية، التي تواجه مقاومة شرسة من الحزب.

منذ اندلاع النزاع في أكتوبر، يتبادل الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة، وعلى رأسها “حزب الله”، القصف المكثف. وقد وصف المراقبون هذا التصعيد بأنه الأخطر منذ سنوات، مشيرين إلى أن المنطقة قد تنزلق نحو حرب واسعة النطاق إذا استمر هذا النمط من التصعيد. ورغم المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار، يبدو أن الموقف على الأرض يزداد تأزمًا، خاصة مع تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع متفرقة في لبنان، مما يترك بصمة قاتمة على الوضع الإنساني في البلاد.

تبرز هذه المواجهات كجزء من نزاع معقد بين إسرائيل وحزب الله  اللبناني، حيث تحاول كل من الأطراف تعزيز موقعها الاستراتيجي وسط تطورات متلاحقة على الساحة الإقليمية. في غضون ذلك، تعاني الأسر اللبنانية تحت وطأة القصف والنزوح، بينما تتصاعد الضغوط على المجتمع الدولي للتدخل واحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم أكثر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.