تواصل المملكة المغربية تعزيز قدراتها العسكرية من خلال استلام دفعة جديدة من الدبابات المتطورة من طراز M1A2 Abrams، مما يرفع العدد الإجمالي لدبابات هذا الطراز إلى 394 دبابة. تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية المملكة لتحديث القوات المسلحة وتطوير إمكانياتها الدفاعية، حيث تواصل المغرب توقيع صفقات نوعية مع الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز ترسانتها الحربية.
وتشير تقارير عسكرية إلى أن هذه الدبابات الجديدة تأتي بموجب عقد تم توقيعه في عام 2018، حيث يتضمن أيضاً تحديث 222 دبابة من طراز M1A1 Abrams إلى النسخة الأحدث M1A2، التي تم الحصول عليها في عام 2012.
ويعكس هذا التحديث الضخم رغبة المغرب في تقوية قدراته الدفاعية البرية عبر امتلاك معدات عسكرية عالية التقنية.
دبابة M1A2 Abrams: العمود الفقري للدفاع البري المغربي
تمثل دبابات M1A2 Abrams إحدى أهم التقنيات العسكرية المتقدمة في العالم، حيث طورتها شركة “جنرال ديناميكس لاند سيستمز”. وتعد هذه الدبابة من بين الأفضل على مستوى العالم بفضل تصميمها المتين وقدرتها على التحمل في ميادين المعارك المختلفة. يبلغ طول الدبابة حوالي 9.77 مترًا وعرضها 3.66 مترًا، فيما يصل وزنها إلى 63 طنًا، مما يعكس ضخامة بنيتها وقوتها في مواجهة التهديدات المختلفة.
تمتلك الدبابة محركًا توربينيًا بقوة 1500 حصان، يمنحها القدرة على التحرك بسرعة تصل إلى 67 كم/ساعة، بمدى يبلغ 426 كم. بالإضافة إلى مدفع رئيسي عيار 120 ملم، مزودة بأنظمة دفاعية متطورة تسهم في تعزيز قدرتها على الصمود والتكيف مع التهديدات البرية والجوية. يضم طاقمها أربعة أفراد يقومون بتشغيل الدبابة بكفاءة عالية.
صفقات نوعية لتعزيز الترسانة المغربية
إلى جانب الحصول على الدبابات المتطورة، تستمر المغرب في إبرام صفقات عسكرية استراتيجية تهدف إلى تعزيز دفاعاتها. في العام الماضي، تلقت المملكة دفعات من المعدات العسكرية المتقدمة من الولايات المتحدة وإسرائيل، في إطار جهودها المستمرة لتحديث ترسانتها الدفاعية.
من بين أبرز الصفقات الأخيرة، حصول المغرب على نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “Barak MX”، الذي يعتبر من بين الأنظمة الأكثر تطورًا على مستوى العالم لمواجهة التهديدات الجوية. كما وقعت المملكة على صفقة للحصول على 500 مركبة مدرعة أمريكية من نوع “برادلي”، لتعزيز قدرات قواتها البرية في العمليات العسكرية المختلفة.
رؤية استراتيجية لتطوير الجيش المغربي
تعكس هذه التحركات التزام المغرب بتحديث قواته المسلحة وضمان تفوقها الدفاعي في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة. تعزيز القدرات العسكرية بعتاد متطور مثل دبابات M1A2 Abrams، وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، إلى جانب المدرعات الحديثة، يعكس رغبة المملكة في الحفاظ على أمنها واستقرارها، والاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة في المستقبل.
يأتي هذا التحديث العسكري في سياق رؤية استراتيجية تسعى المملكة من خلالها إلى الحفاظ على التوازن في المنطقة، وتعزيز دورها كقوة إقليمية قادرة على حماية مصالحها الوطنية والدفاع عن أمنها القومي بكفاءة عالية.