مرضى عليهم اقتناء اللوازم الطبية للعلاج..المستشفى الجامعي بطنجة خدمات سيئة وأسعار ملتهبة

0

“الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى”, مثال ماعاد ينطبق لا على المرضى ولا حتى على الأصحاء,  خاصة الذين يعانون مع ذويهم المرضى في المستشفيات والقطاع الصحي, سواء منها العمومية أو الخاصة,وسواء ماديا أو معنويا.

بعد تدشين الملك محمد السادس للمركب الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمدينة طنجة, استشرت الساكنة ومعها سكان الجهة خيرا بهذا الصرح الطبي, الذي يعتبر أكبر مستشفى بشمال إفريقيا, وبكونه سيحل مشكلات القطاع الصحي التي تعانيها الساكنة, في ظل الخدمات المتردية للمستشفيات العمومية, وغول ارتفاع الأسعار في المستشفيات الخاصة.

تفاؤل سرعان ما انكسر على صخرة الواقع, لتجد الساكنة نفسها أمام مفاجئة قد لا يعرفها الكثيرون, فالمركز الذي كان أمل الكثيرين ممن يعانون غدر الصحة, رغم كونه مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية, وخاضعة لوصاية وزارة الصحة, فلابد لمن سيتوجه إليها ان يضع في حسبانه بأن العلاج لن يكون مجانا, وأنه عليه الدفع من أجل تلقي خدمة العلاج, وأن الثمن لن يكون هزيلا, خاصة إذا كان العارض الصحي يتطلب تدخلا جراحيا, او أن الداء ليس بسيطا. أو أن المريض لا يتوفر على تغطية صحية.

معاناة من رمت بهم الأقدار للتوجه صوب المستشفى الجامعي بطنجة, لا تقتصر على الدفع فقط, وكون المركز ليس مجانيا فحسب, وإنما تضاهيها أشياء أخرى لتزيد معاناتهم, كالانتظار لساعات طوال من أجل الكشف او التواصل مع طبيب مختص يقوم بالواجب, وإنما معظلة اخرى تتمثل في كون المريض أو أهله مطالبون باقتناء اللوازم الطبية التي ستستخدم في العلاج كما أكدت ذلك لكاب24 بعض الحالات التي توجهت للتطبيب هناك.

مريضة تعاني مشكلا صحيا على مستوى الكلي, وتتطلب حالتها تدخلا جراحيا قالت لكاب 24, إن ثمن العلاج حدد في ثمن 7000 درهم , وهو الثمن الذي يتقارب مع المستشفيات الخاصة, وأنه طلب منها أن تأتي للمستشفى لتقوم بالتحاليل اللازمة ولإعطائها قائمة اللوازم الطبية التي عليها اقتناؤها قبل التدخل الطبي لعلاجها, قبل أن تضيف, أنها اليوم اضطرت للمكوث لساعات دون أن يستجيب لها أحد,  لتحضر طبيبة لتسألها بضع أسئلة فقط وتقيس ضغطها وهو التدخل الذي أدت عنه مبلغ 125 درهما, ناهيك عن الأشعة التي طلب منها القيام بها خارج فضاء المستشفى.

المريضة تساءلت هل يعقل أن يطلب من مريض أو أهله اقتناء لوازم طبية من أجل التطبيب ؟و هل حالة المريض أو أهله سواء النفسية أو المادية تسمح  بالتفكير في هذه الأشياء؟لماذا علي أن أدفع هذا الثمن وأتلقى خدمة كأنني في مستشفى عمومي أو يشبه مستشفى محمد الخامس, خاصة وأن المعاملة فيه  سيئة, كما أنه ممنوع عليك أن يرافقك أحد من عائلتك خلال المبيت, مع العلم أنك ملزم بالدفع كأنك في مستشفى خاص.

كاب24 و في محاولة منها لتقصي الحقيقة حول هذه الادعاءات, حاولت ربط الاتصال بمدير المستشفى الجامعي طنجة, لكن للأسف ظل هاتفه يرن دون مجيب, لنتساءل كما يتساءل الكثيرون كيف لمستشفى بحجم هذا المركب الاستشقائي و في مدينة تطمح للعالمية, وهي “طنجة الكبرى” أن يغيب عن مسؤوليه التواصل؟ فيما سؤال آخر يطرح نفسه وبإلحاح هل هذه هي الخدمات التي سنتقبل بها السياح القادمين لعروس الشمال خاصة وأنها الرمشحة لاحتضان حدث عالمي كمونديال 2030؟ والسؤال الأبرز والأخير هل نحن في اتجاه خوصصة الحكومة الحالية للقطاع الصحي؟

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.