نزار بركة يستعرض جهود المملكة لمعالجة إشكالية الماء بالمغرب

0

كاب24 – عبد اللطيف الحافضي

ترأس نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم الاثنين، بمقر عمالة إقليم تاونات ، اجتماع مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لسبو برسم سنة 2022، الذي خصص لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2022، وتقديم برنامج عملها ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2024 ، فضلا عن الوقوف على مدة تقدم إنجاز ميزيانية السنة المالية 2023.

وأكد بركة، في مستهل أشغال هذا المجلس؛ الذي حضره والي جهة فاس-مكناس وعامل عمالة فاس وعامل قليم تاونات، فضلا عن عمال الأقاليم كل من الحاجب وإفران وتازة وصفرو وبولمان ومولاي يعقوب فضلا عن حضور ومشاركة رئيس مجلس جهة فاس-مكناس وئيس مجلس الحوض المائي لسبو ونواب عن النواب البرلمانيون وكذا ممثلي الهيآت المنتخبة، على أهمية الماء ومكانتها الاستراتيجية بالنسبة لكل القطاعات، باعتباره أحد الدعائم الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها بلادنا، مشددا تعقيبا على الظرفية لظرفية المناخية الاستثنائية التي تشهدها البلاد، والتي تفاقمت في السنوات الأخيرة واتسمت بقلة التساقطات المطرية على أن الحكومة تعمل على كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها، مستحضرة التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في هذا الشأن.

وأشار بركة بعد استعراضه لمنجزات الممكلة في مجال الماء، إلى أن حوض سبو شهد خلال السنة المنصرمة مواصلة أشغال إنجاز أربعة سدود كبرى، ستمكن مستقبلا من تعزيز العرض المائي لهذا الحوض لينتقل من 6.1 إلى 8.1 مليار متر مكعب كقدرة تخزينية، ويهم الأمر سد مداز بإقليم صفرو بسعة تخزين تصل إلى 700 مليون م3، والذي بلغت نسبة إنجازم 93% و ستمكن هذه المنشأة المائية من سقي 30.000 هكتار بسهل سايس والحماية من الفيضانات، وكذا الحد من استنزاف الطبقة المائية الجوفية لسايس؛ أما سد سيدي عبو بإقليم تاونات بسعة تخزين تصل إلى 200 مليون م3، والذي بلغت نسبة إنجاز الأشغال به 65%، سيمكن من التزويد بالماء الشروب لمدينة تاونات والمناطق المجاورة وسقي 4900 هكتار، وكذا المساهمة في حماية سهل الغرب من الفيضانات؛ فضلا عن سد كدية البرنة بإقليم سيدي قاسم بسعة تخزين تصل إلى 12مليون م3 مخصصة للسقي ومياه الشرب، وقد بلغت نسبة انجاز الأشغال به 78%؛ فيما سد الرتبة بإقليم تاونات بسعة تخزين تصل إلى 1 مليار م3، والذي بلغت نسبة إنجاز الأشغال به 15% ، مما سيساهم في الحماية من الفيضانات والحد من توحل حقينة سد الوحدة، ودعم تحويل الفائض من مياه حوض سبو إلى حوض أبي رقراق.

وأوضح المسؤول الحكومي في نفس السياق ، أن حوض سبو شهد، على غرار باقي أحواض المملكة، توالي الجفاف خلال ست سنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن السنتين الهيدرولوجيتين 2021-2022 و 2022-2023 عرفتا عجز مهم في التساقطات المطرية، مقارنة مع المعدل السنوي، حيث بلغ هذا العجز خلال سنة 2022-2023، 38% على مستوى هذا الحوض، كما قدرت الواردات المائية بحوالي 1167 مليون متر مكعب، أي بعجز إجمال يبلغ 70% مقارنة مع المعدل السنوي. وأضاف المتحدث ذاته، “أن الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2023 إلى 11 فبراير 2024 اتسمت بعجز قدر ب 44% في التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل من نفس الفترة، مما أثر على نسبة ملء حقينات السدود بهذا الحوض والتي بلغت إلى غاية يوم 11 فبراير الجاري36,1%، في مقابل 50,8% في نفس اليوم من السنة الماضية”.

وبخصوص هذا الوضع، أوضح نزار بركة أنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات همت بالخصوص تدبير المياه الموجهة للسقي حسب الواردات المائية بحقينات السدود، بالإضافة إلى تحديد عتبة الحجم المائي المرخص للسقي بجميع الطبقات المائية الجوفية لتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب في ظروف عادية، علاوة على وضع مضخة عائمة بسد الوحدة لضمان تزويد الساكنة المجاورة بالماء الصالح للشرب، مؤكدا أن الحكومة منكبة على مواصلة تنزيل برامج هيكلية بحوض سبو عبر برمجة مجموعة من المشاريع منها إنجاز والشروع في استغلال مشروع تقوية التزويد بالماء الصالح للشرب لمدينتي فاس ومكناس، وإنجاز الشطر الاستعجالي لمشروع الربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق لتحويل 300 إلى 400 مليون متر مكعب في السنة، وذلك في إطار التدبير التضامني للمياه عبر الاستفادة من مياه الحوض التي تضيع في البحر، فضلا عن إنجاز مشاريع الحد من إشكالية ثلوث المياه بحوض سبو بمخلفات معاصر الزيتون، ومواصلة إنجاز مشروع تحويل مياه سد مداز لسهل سايس للحد من استنزاف الفرشة المائية لطبقة سايس، وكذا مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية، علاوة على إنجاز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة لمعالجة لسقي المناطق الخضراء وبرمجة انجاز 8 سدود صغيرة بهذا الحوض لمواكبة التنمية المحلية.

وعقب اجتماع المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لسبو، تمت المصادقة على اتفاقيات شراكة تهم على الخصوص حماية مجموعة من أقاليم الحوض من مخاطر الفيضانات وإنجاز مشاريع معالجة نفايات معاصر الزيتون ومحاربة التلوث الصناعي لسبو بجهة فاس مكناس وجهة الرباك سلا القنيطرة وكذا إنجاز أثقاب مائية استكشافية استغلالية وتجهيزها ووضع محطة عائمة للضخ بحقينة سد قنصرة.

وعلى هامش هذا الإجتماع قام نزار بركة وزير التجهيز والماء رفقة سيدي صالح داحا والوفد المرافق لهما بزيارة ميدانية للوقوف على مدى تقدم إنجاز عدد من المشاريع منها مشروع ثنية الطريق الوطنية رقم الرابطة بين فاس وتاونات، كما قام يزيارة ميدانية لتفقد سير إنجاز أشغال المشروع المائي سد سيدي عبو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.