نظم منتدى كفاءات تاونات يومي السبت والأحد بقاعة الندوات بالمركز الإقليمي للتكوين المستمر بمدينة تاونات بمشاركة شخصيات فنية وسياسية وإعلامية، ندوتين مهمتين الأولى سلطت الضوء على موضوع المعلومة والمرفق العمومي: فرص وتحديات”، والثانية تناولت أمجاد “معركة وادي اللبن” التاريخية؛ وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى29 من تأسيس جريدة صدى تاونات.
أجمع المتدخلون في ندوتين وطنيتين “معركة وادي اللبن”، المنظمة بمبادرة من “منتدى كفاءات إقليم تاونات، بمدينة تاونات، يوم أمس السبت، على أهمية هذه المعركة تاريخ المغرب، وما خلفتها من آثار سياسية اقتصادية عميقة ما بعد القرن السادس عشر.
وأوضح إدريس الوالي رئيس “منتدى كفاءات إقليم تاونات” والمدير العام والمؤسس لمجلة صدى تاونات في تصريح لكاب24 أن الإحتفال بالذكرى29 لتأسيس جريدة صدى تاونات، شهد تنظيم ندوتين فريدتين، الأولى كانت مناسبة لتسليط الضوء على موضوع “المعلومة والمرفق العمومي: فرص وتحديات”، هو إختيار مدروس لتحسيس المواطنين بأهمية هذا الحق المكرس في الدستور المغربي في مادة واضحة تتعلق بالمادة 27 وكذا في القوانين الوطنية على رأسها القانون 31.13″، يشكل أحد المداخل الأساسية لإصلاح الإدارة ومكافحة الفساد وضمان الشفافية والحكامة في التدبير بحيث أصبح من الضروري تمكين الصحافي من المعلومة بشكل فعال وسريع استرشادا بالتجارب الدولية والتشريعات ذات الصلة، أما الندوة الثانية غير المسبوقة يقول الوالي، “شكلت فرصة لتسليط الضوء على معركة “وادي اللبن” “إقتناعا من المنتدى بأهمية دراسة تاريخ بلادنا بصفة عامة وتاريخ إقليم تاونات بصفة خاصة”، على اعتبار أن التاريخ المحلي يبقى مهماً في تاريخ أي أمة أو مجتمع أو دولة أو منطقة على مدى العصور، مشيرا أن “هناك الكثير في تاريخنا المحلي ينتظر جهود الباحثين، ويستحق الكشف والدراسة، فتاريخنا المحلي جدير منا بكل رعاية وعناية واهتمام، ومعركة وادي اللبن؛ التي وقعت بجماعة واد الجمعة بدائرة تيسة بإقليم تاونات والتي إنهزم فيها العثمانيون شر هزيمة؛ تستحق أن يكون لها على الأقل تمثال يخلد هذه الملحمة التاريخية العظيمة”.
ومن جانبه قال مصطفى الكثيري، المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير، كلمة ألقها عقب هذه الندوة “إن معركة وادي اللبن تضاهي معركة وادي المخازن من حيث رمزيتها التاريخية ودلالاتها العسكرية والسياسية في مواجهة الأطماع الاستعمارية؛ إذ شكلت معركة “وادي اللبن” حصنا منيعا في وجه التوسع العثماني بالمغرب، مثلما شكلت معركة “وادي المخازن” حصنا منيعا في وجه الأطماع الإيبيرية ببلادنا”، معتبرا “أن معركة “وادي اللبن” ما هي إلا شاهد من جملة الشواهد والأحداث التاريخية البارزة التي يزخر بها إقليم تاونات، مؤكدا أن المندوبية السامية للمقاومة والسلطات الإقليمية والمجلس المحلي وجيش التحرير، ستعمل؛ نزولا عند رغبة المتدخلين في هذه الندوة الوطنية الهامة، على إنشاء نصب تذكاري لمعركة “وادي اللبن” نظرا لرمزيتها التاريخية.
وكان منتدى كفاءات تاونات،قد استهل أنشطته بتنظيم ندوة وطنية بعنوان:”المعلومة والمرفق العام..فرص وتحديات”؛ التي شارك فيها عدد من الفاعلين في المجال الإعلامي، ك عبد الرحيم فكاهي رئيس المركز المغربي من أجل الحق في الحصول على المعلومة و عبد العزيز الرمانيالخبير في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمشرف على برنامج “ديكريبطاج” بإذاعة MFM وغيرهم من الشخصيات في الثقافة والفن والسياسة، شدد من خلالها المشاركون على أن الحق في الحصول على المعلومات في هذه الظرفية يشكل أحد المداخل الأساسية لإصلاح الإدارة ومكافحة الفساد وضمان الشفافية والحكامة في التدبير.
وارتباطا بهذا الموضوع، خلص المشاركون “إلى تثمين إختيار موضوع “المعلومة والمرفق العمومي: فرص وتحديات” ،لاسيما في سياق قرار الحكومة المستجد على اثر مداولة “لجنة الحق في الحصول على المعلومات” بتاريخ 12مارس 2023،والمتعلقة بمراجعة مقتضيات قانون 31.13، الموجهة للسيد رئيس الحكومة الذي أحالها على وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة من أجل فتح نقاش واسع وجاد بتنسيق بين الوزارة واللجنة”، مؤكدين على “ضرورة ملائمة أفضل للنص التشريعي المنشود وفق الاتفاقيات والمبادئ والمعايير الدولية ذات الصلة بالحق في الحصول على المعلومات، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجيات الصحافي من أجل تمكينه من المعلومة بشكل فعال وسريع استرشادا بالتجارب الدولية والتشريعات ذات الصلة، كما شددوا على ضرورة حرص الحكومة وشركائها وكافة المتدخلين المعنيين بمراجعة القانون السالف الذكر على التقيد بمنطوق وروح الفصل 27 من الدستور، وإدماج مراجعة هذا النص في إطار سياسة عمومية شاملة ومتكاملة ذات الصلة بتفعيل هذا الحق و تمكين اللجنة من الآليات القانونية والتنظيمية والرقابية للقيام بدورها على أحسن وجه.
كما أوصى المتدخلون في هذه الندوة بضرورة الأخذ بعين الاعتبار متطلبات الثورة الرقمية في إطار مراجعة القانون 31\13، ومعالجة تشتت وتضارب وتقادم بعض النصوص التشريعية والتنظيمية ذات الصلة ،لاسيما بإعطاء دور مركزي ضمن المنظومة التشريعية.
وأعقب هاتين الندوتين اللتين جاءتا في سياق الاحتفال بالذكرى 29 من تأسيس جريدة صدى تاونات، حفل تكريمي لبعض الشخصيات والفعاليات التي أسدت خدمات جليلة للإقليم وللوطن كل واحد في مجاله وعلى رأسها الدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وإبن تاونات الدكتور عبد الواحد وجيه وإبنة تاونات الصحافية مريم الصافي وإبن تاونات الفنان الراحل الحبيب الإدريسي وبطلة تحدي القراءة العربي، في عام 2018 بالإمارات العربية المتحدة التلميذة مريم أمجون وإبن تاونات المهندس عبد الحميد جناتي إدريسي رئيس الفيدرالية الإقليمية للفروسية بتيسة سابقا وإبن تاونات الدكتور جواد عبد ربه رئيس جمعية القصور الكلوي والشأن الصحي بتاونات.
وتجدر الإشارة أن “منتدى كفاءات إقليم تاونات”؛ الذي تم تأسيسه في منتصف شهر يناير2020؛ عبارة عن شبكة من الشخصيات والأطر والفعاليات المنحدرة من إقليم تاونات، والمتواجدة بالمغرب وفي كل بقاع العالم (وصل عددها الآن أكثر من 1200عضو) للمرافعة عن قضايا إقليم تاونات بهدف المساهمة في تنميته على الأصعدة.