كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن المملكة المغربية كثفت من جهودها لحماية تراثها الثقافي من الإستيلاء من أطراف أخرى، والتقليد من قبل ثقافات أخرى، وذلك من خلال عدد من المبادرات القانونية والثقافية على المستويين الوطني والدولي.
وذكرت الصحيفة في مقال تحت عنوان “الموروث الثقافي رمز للإنسانية…المملكة المغربية نموذجا”، للكاتب الصحفي نايف شرار ، أن مجال التراث الثقافي بالمغرب يحظى باهتمام كبير من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إذ تقوم المملكة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، بدور مهم في حماية تراثها الثقافي عبر عدد من المبادرات القانونية، والثقافية على المستوى الوطني والدولي.
وتابعت “الانباء” أن الاهتمام بصون وتثمين التراث الثقافي، يبرز بالخصوص من خلال إطلاق “علامة المغرب” وتنظيم ندوات علمية حول التراث وعلوم الآثار، بالإضافة إلى عدد من الإجراءات على المستوى القانوني.
ومن الناحية التاريخية، تضيف الصحيفة، يعد المغرب إحدى الدول التي أولت اهتماما كبيرا لتراثها باسم الصالح العام، وذلك منذ مدة طويلة، حيث يعود الأمر إلى سنة 1912 مع إصدار الظهير الشريف المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية، وذلك من اجل الحيلولة دون أي محاولة لتشويهه وانتحاله والاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية بالمغرب.
ولفت كاتب المقال الى أن المملكة صادقت على جميع اتفاقيات اليونيسكو المرتبطة بالتراث، مشيرا إلى أنه في سياق العناية الخاصة التي ما فتئ يوليها المغرب للتراث الثقافي اللامادي سعى لإحداث مركز متخصص للتراث الثقافي غير المادي مهمته تثمين المكتسبات المحققة في المجال الثقافي.
وأوضح نايف شرار أن المغرب يعتبر الأكثر غنى بين الوطن العربي وأفريقيا من حيث المواقع المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي اللامادي، وذلك للتناغم الحاصل بين الإرث التاريخي والموقع الجغرافي للمملكة، موضحا أن التركيبة السكانية للمغرب منسجمة مع العمقين العربي والأفريقي.
وقال إن الموقع الجغرافي للمغرب يتميز بكونه حلقة وصل بين حضارات الأمم، فالحضارة المغربية على مواقع التراث الإنساني متواجدة منذ فترة ما قبل التاريخ، من العصر الحجري القديم، ثم عصر المعادن إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ، مرورا بحضارات العصر الكلاسيكي من الفترة الفينيقية/القرطاجية والبونيقية، والموريتانية بشمال المغرب، ثم الفترة الرومانية إلى فترة الحضارات الإسلامية. وأكد أنه منذ سنة 2021، أصبح بإمكان الدول تسجيل عنصر واحد كل سنتين في لائحة التراث غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) وسجل المغرب منذ ذلك التاريخ 11 عنصرا من التراث غير المادي.
وتوقف كاتب المقال عند موسم «طانطان» وقال إنه أحد تحف التراث الثقافي اللامادي في المملكة المغربية، مشيرا إلى أنه تم تصنيف الحدث من طرف منظمة اليونسكو عام 2005، ضمن روائع التراث الشفهي غير المادي للإنسانية، وفي سنة 2008 سجل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، ولقب من طرف اليونيسكو ب “رائعة العبقرية الإبداعية الإنسانية”.
وذكر أن هذا الموسم يمثل حدثا ثقافيا، من خلال احتضانه لجميع مظاهر الحياة اليومية القائمة في حماية وتعزيز التراث اللامادي لمجتمعات البدو الرحل، ويشكل فرصة للتعبيرات الثقافية المتنوعة كإنشاد القصائد القديمة باللهجة الحسانية، وغيرها من التقاليد الشفوية الحسانية.