مديرية التعليم بفاس: نقط على الحروف
إن المتتبع لأخبار العاصمة العلمية للمملكة يصاب بالإحباط من جراء توالي الإنتكاسات في شتى المجالات. فلا تدبير الشأن المحلي يفرح ولا التنمية تسعد، حتى التعليم أصابته الرجفة والإنتكاسة. فمن دخول مدرسي متعثر، إلى توالي إضرابات المتعاقدين، إلى هدر الزمن الإداري، حيث أن مجموعة من موظفي مديرية التعليم يلتحقون بمكاتبهم بعد الوقت ويغادرونه قبل الموعد المحدد، ناهيك عن أولئك (العايقين بزاف) الذين يختلسون أنصاف الساعات ليتسللوا خارج أسوار المديرية ليأخذوا مكانا في إحدى المقاهي المعلومة ليرتشفوا قهوة سوداء في الوقت اللي كان يفترض فيهم التواجد في مكاتبهم لقضاء حاجات المواطنين. عارفينكم واحد واحد.
في نهاية الأسبوع المنصرم، تفجرت فضيحة داخل إحدى المؤسسات العمومية المتخصصة في أنشطة الحياة المدرسية بجماعة أكدال. المديرة كانت غايبة كما العادة، حسب شهادة مجموعة من الأمهات والآباء الذي أكدوا بأنه في أغلب الأوقات التي كانوا يحضرون فيها أبناءهم للمؤسسة كان مكتبها مقفلا، وهي غير موجودة.
وقع غليان في صفوف الآباء والتلاميذ والصراخ بين بعض الأساتذة، في غياب المديرة، فتم الإتصال بها، لتلتحق بعد مدة، فبدأ السب وسوء التعامل مع أولياء الأمور، حسب شهود عيان، كيف لا وبطلتنا كيقولوا هي اللي كتنقط رجال ونساء السلطة الترابية في الإقليم، حسب ما فاح به بعلها افتخارا في إحدى “جلساته الخاصة”. ودليل قولنا نرجعوا للجنة التي التأمت لترقية القائد السابق لمقاطعتها الترابية واش كانت حاضرة معهم أم لا. واش نقطات رجل السلطة ولا لا؟ قلنا لكم السيدة حاسة براسها اكثر من القياس. وشكون يقدر يتكلم معها.
زدنا تقصينا شويا وعمقنا البحث فاكتشفنا بأن مديرة هاته المؤسسة مسؤولة عن ثلاث مؤسسات دفعة واحدة وبأنها اجتازت مباراة نظمتها الأكاديمية السنة الماضية لاختيار مديرين للمؤسسات المتخصصة في أنشطة الحياة المدرسية فرسبت كما رسب الآخرون. ولم يتم الإعلان عن أي فائز. لكن تدخل المدير الإقليمي لفاس، لحاجة في نفس يعقوب، وجاب ليها التكليف ضدا على منطق الكفاءة وتكافئ الفرص. علاش هي من دون غيرها.
وجاءت مسابقة الفيلم التربوي التي انتظرها الجميع، فتدخل الطبالة والغياطة والأيدي الخفية لينفخوا في فيلمين ممثلين لمديرية فاس، من إخراج أحد مريديها من أولئك الذين منحوا تكليفا للتدريس بإحدى هاته المؤسسات المتخصصة في الحياة المدرسية، لكن الصدمة كانت قوية ومزلزلة في المسابقة الوطنية للفيلم التربوي، حيث لم تفز فاس بأي جائزة تذكر. فيلم مخرج فاس اللي تأهل للجهوي ماجاب والو. فلولا تألق وليدات مديرية تازة عن فيلم أكتب لي لخرجت أكاديمية جهة فاس مكناس خاوية الوفاض. تازة جابت العز للأكاديمية. حتى الموسيقى فيها وجوه جديدة.
وفي الختام، فنحن كصحافة مواطنة لاننتقص من أي كان. بل نضع النقط على الحروف لتقويم ما اعتل ومال. فعند الإمتحان يعز المرء أو يهان. كونوا سبوعا وقد فمكم قد ذراعكم وجيبوا العز لمدينتنا ولوليداتنا. الإرتجال شعار نيابة التعليم بفاس، والأمور تسند لغير أهلها بمنطق باك صاحبي في جميع المجالات والنتائج أكبر دليل على سوء الإختيار وعبث التسيير.
ولنا عودة لمواضيع التعليم بالعاصمة العلمية للمملكة معززة بما يفيد.
سنصفق للمنجزات وسنكشف عن الخروقات. قراءة ممتعة.