ONCF 970 x 250 VA

مغاربة المانيا و أجواء عيد الفطر المبارك

0

عاش مغاربة ألمانيا أجواء سعيدة في احتفالهم بعيد الفطر المبارك . في تعبير صادق عن تمسكهم بدينهم وتقاليد بلادهم في مثل هذه المناسبات.
فقد شهدت المساجد المغربية بالمانيا احتفالات بهيجة بتقاليدهم  في هذه المناسبة الدينية المباركة. فهناك من  المساجد من أقيمت بها  صلاة العيد والحفل في بناية وفناء المسجد ومنها من اضطرت لاستئجار القاعات الكبرى او إقامة الصلاة في الملاعب نظرا لعدم قدرة  استيعاب مقراتها لعدد المسلمين الذين يتوافدون عليها في مثل هذه المناسبات الدينية الكبرى خصوصا مع تزايد عدد المسلمين بالمانيا في السنوات الاخير وانفتاح المانيا على بلدان العالم واستقبالها الرحب للفارين من بؤر الحروب وتمتيعهم بالعيش الكريم.

فكانت المساجد المغربية القائمة أيضا على موعد استقبالهم حينما فضلوها لإقامة مشاعرهم الدينية والاستفادة من من التاطير الديني المغربي وفق المذهب المالكي كما أنه بالإضافة إلى ايوائهم لممارسة تعبدهم بالاسلام فقد تمت مساعدتهم في الأيام الأولى على الاندماج في المجتمع وبعض المساعدات الأخرى الشئ الذي جعل المساجد المغربية محط حب وتقدير وتأثر بحسن الترحاب بهم تماشيا مع مع سياسة الدولة التي فتحت لهم الابواب بكل الترحاب في عهد المستشارة ميركل ، ومكنتهم من العيش الكريم و السكن والتكوين والتطبيب إلى غير ذلك.

ومن بين المساجد المغربية التي آوت هؤلاء الإخوة المسلمين لإقامة الشعائر الدينية مما زاد من عدد رواده . نجد مسجد عبد الكريم الخطابي بمدينة لودنشايد الثلجية الجميلة .والمسجل قانونيا باسم الجمعية الثقافية المغربية بلودنشايد . ومع تزايد المصلين اضطر هذا المسجد العامر الى إقامة صلاة العيد بإحدى القاعات الكبرى .من أجل استعاب العدد الهائل من المسلمين في هذه المدينة الواقعة بغرب ألمانيا. بالإضافة للمغاربة المقيمين بهذه المدينة الثلجية الجبلية الجميلة التي تحيط بها غابات كثيفة . هذا المسجد المغربي الذي ابلى البلاء الحسن في الحفاظ على الهوية المغربية وعرف كيف يندمج ويقيم علاقات طيبة ويحيى بالاحترام .و الذي أسسه الجيل الأول من مغاربة المانيا بالمنطقة ومزال على سيرته وفي تطور مستمر .اذ انتقل من مرحل الكراء فقط اول مرة عند تاسيسه في بداية الثمانينيات.انتقل بعدها إلى مرحلة الشراء في وسط التسعينات بعدها أتت مرحلة تكبيره في سنة 2007 لنتمكن سنة 2013 من شراء وقف بجانبه . هذا المسجد الذي يضم مغاربة من مختلف ارجاء المغرب وعرب ومسلمين من مختلف بلدان العالم .اذ يرتاده مآت المصلين المسلمين المقيمين بالمدينة و بالمنطقة ومنهم الالمان الذين أسلموا.

كما نظم هذا المسجد وعلى غرار باقي المساجد حفل العيد السعيد اذ حضر لصلاة العيد والاحتفال حوالي 1500 مسلم ومسلمة وكلهم بهجة وسرور وفرحة من رجال ونساء من مختلف الأعمار كهول وشباب وأطفال. حيث خاطبهم امام المسجد في خطبة العيد مذكرا بحكمة العيد وفضله بعد شهر من الصبر على الصلاة والقيام والاحسان خلال الشهر الفاضل مشيرا الى  أن المسلمين عليهم  أن يبقوا مواظبين  على خلق الإسلام ووحدتهم واستقرار أسرهم وبر الوالدين وصلة الرحم وأن هذه المناسبة مناسبة للصلح والمصالحة بين المختلفين. واوصى بالحفاظ على قيم الإسلام المثلى وصورة الإسلام المثلى كدين حب واحترام وتعايش ووئام. ووزعت الحلوى على الصبيان في خطوة لإبراز  العناية الفائقة بهم كرجال الغد.

وبعد نهاية الصلاة والخطبة تم تبادل التهاني بين المصلين ثم تناولوا  الحلويات المغربية والشاي والقهوة التي احضرتها الأسر المغربية من منازلهم كالعادة صدقة  منهم وكرما في هذا العيد المبارك لعموم الناس الحاضرين في حفل اخوي موحد للمسلمين وفي جو بهيج للغاية. وهكذا فقد لوحظ تزايد عدد المسلمين سنة عن سنة في المساجد المغربية نظرا لما تعرفه المساجد المغربية من استقرار  وراحة لاقامة الدين وما تقدمه للمسلمين من خدمات جليلة وترحاب بكل الزوار والرواد المهذبين و المسالمين الذين اعجبوا بالنهج الذي تسير عليه المساجد المغربية في ألمانيا وهو نهج المذهب المالكي المتسم بالوسطية والاعتدال و الانفتاح والتسامح والتعايش و الاندماج الإيجابي وتقديم الإسلام في صورة جميلة وحضارية. والجدير بالذكر هنا الى ان المساجد المغربية تقوم بتأطير ديني متميز ونشيط عبر دروس ومحاضرات وندوات طيلة السنة ومختلف اللغات العربية والامازيغية والالمانية لغة بلد الإقامة والمضيفة للجاليات المسلمة. كما أن ألمانيا تعتبر من الدول الرائدة في احترام الإسلام والمسلمين وحرية التدين المطلقة المتاحة في المانيا .كما ان الحكومة الالمانية زيادة على هذا فهي تشتغل على مدار السنة مع المنظمات الاسلامية الكبرى التي تاوي ما يناهز 2500 مسجد بالمانيا . منها المنظمة المغربية المعنية بالمساجد المغربية والتي اسستها المساجد قبل أربعة عشر عاما تحت إسم المجلس المركزي للمغاربة بألمانيا. في هذا الاطار فإن اهتمام المانيا بموضوع الإسلام الصحيح المتعايش والمتاسح والإنساني في عمقه .دفعها للانفتاح بشكل كبير على المسلمين في ألمانيا من أعلى هرم السلطة والى الكنيسة والى المواطن الالماني العادي .فالحكومة الألمانية في علاقة طيبة جدا مع المسلمين وهي في مصاف الدول المحترمة للاديان.

وبخصوص المسلمين فقد أسست مؤتمرا خاصا بالاسلام والمسلمين وهو دائم الانعقاد منذ تأسيسه سنة 2006 ويترأس اشغاله وزير الداخلية الفدرالي. ويسمى المؤتمر الاسلامي الالماني .هذا المؤتمر الذي يشتغل بشراكة مع أعضائه المنضمين فيه على معالجة عدة قضايا من قبيل محاربة افكار التطرف ومحاربة الكراهية والعنصرية و دعم الاندماج والحوار والانفتاح على الآخر ونشر قيم التعايش والتسامح والتفاهم والاهتمام بالجانب الاجتماعي للمسلمين والشباب والأسرة والمسنين والمرأة والطفل والتكوين الديني. والجدير بالذكر هنا .على ان المجلس المركزي هو أحد الهيئات النشيطة في هذا المؤتمر والذي انضم اليه رسميا سنة 2008 وهو الذي يمثل الجانب المغربي فيه رسميا في هذا المؤتمر الهام. وهو كذلك ممثل في مؤسسات أخرى مهتمة يالشان الديني والاجتماعي والثقافي والتكويني تحت الإشراف الحكومي الالماني. وعلاوة على هذا فالمجلس المركزي المغربي .يقوم بتأطير الجالية المغاربية دينيا وثقافة ويهتم بأحوالها العامة بالمانيا والتحدث باسمها من زاويته التمثيلية كمجتمع مدني شريك امام الاوساط الحكومية والدينية الأخرى وكذلك في إطار الحوار الديني بين مختلف الاديان من أجل عيش مشترك وتفاهم وتسامح بين الاديان والاجناس والتعاون على نشر المحبة ونبذ العنصرية والكراهية في العالم . والجدير كذلك إلى أن المجلس المركزي يتولى استقبال البعثة العلمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي ترسل من المغرب من طرف امير المؤمنين محمد السادس حفظه الله ونصره. وكما يلعب هذا المجلس دورا مهما في توحيد مغاربة المانيا والحفاظ على هويتهم والقيم المغربية النبيلة والاندماج الايجابي في المجتمع الالماني وخدمة العلاقات المغربية الالمانية من زاوية المجتمع المدني .فهو حاضر في عدة مؤسسات وملتقيات تعالج مختف القضايا الدينية والاجتماعية والسلوكية. وباشراف حكومي الماني وفي تطور لافت لاهتمام ألماني بشان التأطير الديني السليم فقد انشئ مؤخرا بألمانيا معهد لتكوين الأئمة بدعم من الحكومة الألمانية بعد سنوات من افتتاح كليات للدراسات الاسلامي ببعض الجامعات الالمانيى من ذي قبل بالإضافة إلى شروع بعض الولايات في تدريس الدين الاسلامي باللغة الألمانية في مدارسها الحكومية. وفيما يخص تفاعل الحكومة والاحباب مع المناسبات الدينية للمسلمين فإن عددا من المسؤولين ينظمون حفل إفطار جماعي في رمضان من تنظيمهم لفائدة المسلمين في تعبير صادقة منهم على تقديرهم واحترامهم للمسلمين في بلادهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.