القصر الملكي ينجح في محاصرة الإبتزاز السياسوي للبجيدي ويسد الباب على نظرائه
كما هو معلوم ، وبدون إحتساب العواقب، تجرأ حزب العدالة والتنمية في صياغة بلاغات مطردة يشتم من رائحتها كونها ضربات تحت الحزام ، يراد بها لفت الأنظار للحزب الذي أفل نجمه وتوارى في ظرف جد وجيز بعد توهج مؤقت ، تاركا سجالا قويا وارتباكا زرعه إبان تسييره لدواليب المؤسسات الحكومية لحقبتين متتاليتين تناوب عليها كل من عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني .
فيما بالغ ذات الحزب في خرجاته ليصدر بلاغا يلخص من خلاله موقفه من العلاقات المغربية الإسرائيلية ، والتي سبق لسعد الدين العثماني بصفته رئيسا للحكومة قبل تلات سنوات أن شارك في توقيع بروطوكول إتفاق إستئناف العلاقات بين البلدين برعاية أمريكية، فقد قصف عشوائيا الدبلوماسية المغربية في شخص وزيرها ناصر بوريطة ، رغم مرور حيز من الزمن على هذه الإتفاقية التي دخلت حيز الوجود على أكثر من مستوى ، وفق المخطط لها، حيث خرج البيجيدي ببلاغه الهجين مباشرة بعد تصريحات بوريطة عقب لقائه بمفوض الإتحاد الأوربي لسياسة الجوار سيما فيما يخص فرص التطور بين المغرب والمفوضية وإسرائيل .
القصر الملكي ، وبعد أن تجاوزت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية حدود اللياقة المفروضة اتجاهه، حاصر عبر بلاغ له هذا الزيغ بطريقة جادة رادعة سواء لحزب العدالة والتنمية ” الضاسر ” أو من أراد أن يحدو حدوه ، حيث وجد البيجيدي وصقوره أنفسهم في وضع لايحسدون عليه ستكون له عواقب وخيمة على مسارهم السياسوي البئيس ، والذي ازداد بؤسا بعد أن زجوا بتيارهم في هذا المستنقع النتن ، بعدما أكد بلاغ القصر الملكي أن العلاقات الدولية للملكة لايمكن أن تكون موضوع إبتزاز من أي كان ” في إشارة منه لتنطعات حزب بنكيران وشطحاته المعروفة ” علما أن إستغلال السياسة الخارجية للملكة في أجندة حزبية داخلية يشكل سابقة خطيرة ومرفوضة .
البيجيدي يتحدث بشكل عشوائي عن مواصلة الإحتلال الإسرائيلي عدوانه على الفلسطنيين مضيفا أن وزير الخارجية المغربي مدافع عن إسرائيل ، وانتقد البلاغ وزير الخارجية الإسرائيلية ، منبها إلى خطورة الإختراق التطبيعي على المجتمع المغربي _ حسب بلاغ البيجيدي _
حزب العدالة والتنمية ، بعد الرد الرادع والسريع للديوان الملكي الإثنين المنصرم ، وجد عنقه في الزجاجة ، وأمر حينها هياكله بعدم الرد إلى حين عقد إجتماع طارئ لقراءة البلاغ ، كما أن عددا من الأحزاب هي الأخرى أمرت بعدم التعليق أو الرد ، رغم أنها بعيدة عن الموضوع .
لم تجد الأمانة العامة للبيجيدي بدا للخروج من الإحراج الذي تورط فيه أن يصيغ عشية يومه الأربعاء بلاغا ضمنه تراجعا واضحا في موقفه المتدبدب ، لعله ينأى بجلده عن سخط عارم لن يأمن تداعياته السياسية القادمة ، معبرا عن ولائه الكامل لجلالة الملك ، مشيرا أن الحزب لايجد حرجا في تقبل قرارات الملك من ملاحظات وتنبيهات باعتباره رئيس الدولة وممثلها الأسمى وضامن دوام الدولة واستمرارها نافية نفيا قاطعا مطلقا كل ما يمكن أن يفهم من بلاغها _ الله أكبر _ مضيفة أن الأمانة العامة للبيجيدي تتقيد بالنصوص الدستورية كحزب سياسي نافية أي علاقة لها بأجندة أو مزايدات سياسوية أو إبتزاز أو مغالطات ، مشيرة في بلاغها الأخير إنما تعبير فقط عن مواقف الحزب التابثة في دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع تفاعلا مع تصريحات ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الذي يخضع كباقي زملائه للإنتقاد والمراقبة .
كما إستنكر بلاغ البيجيدي الذي حاول من خلاله إضفاء الولاء والتراجع عن التعنث الذي أبداه من قبل ،منتقدا الحملة التي إنخرط فيها عدد من المواقع والأقلام وضيوف قنوات القطب العمومي بهدف الإساءة ، مؤكدين في نفس البلاع _ بلا حشمة _ أن الأمانة العامة للحزب ستواصل القيام بمهامها كما يضمن الدستور لها ذلك في الدفاع عن قضايا الأمة والوطن والمواطنين بمسؤولية وتجرد .
وبهذا البلاغ ، تكون النعامة قد أعادت رأسها تحت إبطها .