يقول سوريون يعيشون في الخارج ويرغبون في مساعدة ضحايا الزلزال الذي أودى بحياة ألوف في بلدهم إنهم يخشون من عدم وصول التبرعات لمن يحتاجونها بسبب الانقسامات السياسية العميقة في البلد الذي تمزقه الحرب.
وضرب زلزال بقوة 7.8 درجة تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، مما أدى لسقوط بنايات سكنية وألحق أضرارا بمستشفيات وخلَّف آلاف الجرحى والمشردين.
وقُتل 1444 على الأقل في سوريا وأصيب نحو 3500، وفقا لأرقام حكومة دمشق ومسؤولي الإنقاذ في منطقة شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة.
وجمع فريق مُلهم التطوعي، وهو منظمة سورية غير حكومية تنشط في شمال غرب سوريا، أكثر من 1.6 مليون يورو في حملة على إنستجرام.
ومع ذلك، أثار نجاح الفريق شكاوى على مواقع التواصل الاجتماعي من أن المساهمات لن تصل إلى السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد.
وقال عاطف نعنوع، العضو المؤسس في فريق مُلهم لرويترز، “فريقنا ممنوع من العمل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة”.
وأضاف “أتيت من مدينة جبلة، وهي من أكثر المناطق تضررا من الزلزال، وأريد مساعدة أهلي هناك، لكن النظام السوري يسمح فقط للمساعدات الإنسانية من المنظمات التابعة له”، مضيفا أن النظام يعتبر “أي شخص يتعاون مع منظمتنا إرهابيا”.
وقال نعنوع إن نحو 80 بالمئة من التبرعات جاءت عبر إنستجرام من أشخاص في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا.
وقال بعض السوريين إنهم يخشون حتى من أن تصل التبرعات في نهاية المطاف إلى الحكومة نفسها.
وقال ملاذ الزعبي (39 سنة) الذي يعيش في لندن “السوريون في الخارج لا يشعرون بالثقة في إرسال التبرعات إلى المنظمات التي تعمل تحت سيطرة الرئيس (السوري بشار) الأسد رغم الحاجة الماسة إليها”.
وأضاف أن معظم المغتربين السوريين يعتقدون أن غالبية تبرعات المساعدات ستقع في نهاية الأمر تحت سيطرة أفراد مقربين من الحكومة.
ولم يرد متحدث باسم وزارة الإدارة المحلية في دمشق حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق على ما إذا كانت الخلافات السياسية ستمنع وصول المساعدات إلى ضحايا الزلزال وقد ينتهي بها الأمر في يد أشخاص مرتبطين بالحكومة.
وفي نيويورك، التقى بسام الصباغ سفير سوريا لدى الأمم المتحدة مع الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش يوم الاثنين وقال إنه طلب مد يد العون من الأمم المتحدة. لكنه أضاف للصحفيين أن أي مساعدة يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومة وتسليمها من داخل سوريا وليس عبر الحدود التركية.
وتعارض دمشق منذ فترة طويلة العملية الإغاثية إلى سوريا من تركيا، والتي بدأت في عام 2014، وتقول إن المساعدات يجب تسليمها من خلال الحكومة السورية.
ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا إلى المساعدة في الضغط على سوريا للسماح بتقديم مساعدات إنسانية لضحايا الزلزال بسرعة ودون عقبات إضافية.
وتحت وسم يطالب بوقف العقوبات المفروضة على سوريا، وفي ظل بيانات موقع فلايت رادار24 التي تظهر عدم وجود رحلات جوية في الأجواء السورية، دعا الناس إلى إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على البلد الذي تمزقه الحرب ويعاني الآن من أسوأ كارثة طبيعية منذ عقود.
وقال علي فتوح (36 عاما)، وهو سوري يعيش في دبي، “للأسف… من التعليقات التي رأيتها على مواقع التواصل الاجتماعي، يريد الناس التبرع لطرف واحد ويعتقدون أن المدن السورية الأخرى لا تستحق المساعدة لأنها تابعة لطرف آخر”.