ONCF 970 x 250 VA

إنفراد : رغم القضبان سجناء المؤسسات السجنية بالمغرب يتذوقون طعم حرية إنتصار المنتخب بمونديال قطر

0

تاه المعلقون والمحللون والصحفيون بين ثنايا السرور ونشوة إنتصار المنتخب المغربي ضمن فعاليات مونديال قطر 2022 ، وعمت الفرحة كل بيت ، ولم تستثني لا الغني ولا الفريق ، طبعا فالحدث يتعلق بالراية الحمراء ذان النجمة الخماسية الخضراء، فلا مساومة ، ولامقاومة للإحساس الغريب الذي يسكن النفوس بلا مشاورات ولا إذن ، إنه الوطن والوطنية .

في غمرة هذه الفرحة المغربية العربية ، تفتقت عبقرية المحللين الرياضين عبر أرجاء العالم ، وتمت تغطية المبارايات المجراة بقطر بشكل تقني احترافي عالي الجودة صوتا وصورة ، وتهاتفت القنوات على التعريف بالمغرب والمغاربة ،كما تهاتفت المواقع والمنابر والقنوات الرسمية المغربية ، لنقل الأفراح والمسرات إنطلاقا من المقاهي والمنازل إلى الأزقة والشوارع فرحا بالفوز تلو الآخر ،  وانبهرت غالبية الدول بالأداء المغربي رياضيا وأخلاقيا ، وتابعوا صلواتهم وقبلاتهم لرؤوس أمهاتهم ، كما تابعوا مشاركة عاهل البلاد الملك محمد السادس لفرحة الشعب بين ظهرانيهم في الشوارع ، ودعوات وصولوات شيوخ الزوايا والمدارس العتيقة ، وكانت تلكم اللحظات تكتب لفائدة التاريخ بماء الذهب ولسان حالها ، سجل ياتاريخ أننا هنا مغاربة شجعان بالفعل والأداء والتعايش والسلم .

لكن تناسى الجميع أصواتا مبحوحة محاصرة داخل أسوار وزنازن المؤسسات السجنية المغربية ، كما تناسى مجهودات جبارة تبنى للمجهول عندما يتعلق الأمر بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التي تدبر أمر عيش حوالي 100 ألف معتقلا مابين الإحتياطيين والمحكومين نهائيا ، حسب تصريح المندوب السامي صالح التامك بداية الشهر الجاري بحكم إرتفاع النسبة في التلاثة أشهر الجارية المنتهية بنهاية السنة الحالية ، فماذا عن حقهم في متابعة مباريات المونديال ، وحقهم في التعبير عن فرحهم كما سخطهم .

ففي غياب نقل الإعلام المغربي الرسمي لأي مشهد لهذه الشريحة التي تعيش بيننا ، بادرت كاب 24 إلى إجراء  حوار هاتفي مباشر مع إحدى معتقلات الحق العام بسجن ” عكاشة ” الدارالبيضاء” جناح 10 غرفة 7 ” السيدة ” ع ز ” والتي نقلت بالتدقيق أجواء تعايش 570 سجينة نصفها إحتياطي ، مع معتقلات أخريات أجنبيات من دول أوربية وإفريقية ،إنصهرن كلهن في تقاسم الأفراح إثر النتائج السارة للمنتخب المغربي أمام نظرائهم كرواتيا وبلجيكا وكندا وإسبانيا ثم البرتغال أمس السبت فقد وفرت لهن كما المعتقلين الذكور وسائل لوجستيكية وتجهيزات تلفزية لمتابعة الأنشطة الرياضية بكل أريحية ، وكذلك حتما الأمر بباقي المؤسسات بربوع المملكة، فالكل يتابع المباريات بحماس وشغف كبيرين ، لاتفارقهن الإبتهالات والأدعية الممزوجة بالدموع الدافئة لهفة للفوز ، أكثر من لهفتهن للإفراج ،_ تقول المتحدثة _ ونقلت عن إحدى  المعتقلات النيجيريات تصريحها بأن إحساسها يقول بتغيير الحسابات الغربية اتجاه العرب الذين أثبتوا جدارتهم في رسالة غير مشفرة في هذا المونديال ، وما بكاء ” اللاعب رونالدو ” بعد خسارته وفريقه القوي إلا شعوره أن هناك فعلا قوة كانت في ما مضى مقبورة ، أو أريد لها ذلك بتواطئ المنظمين أنفسهم ، دون أن تنسى ثنائها للمندوبية العامة ولإدارة سجن عين السبع لما يولونه من إهتمام ملموس وتدبير محكم لرفع الغبن عن النزيلات كما النزلاء .

 

وعن الفرح الجماعي _ تقول السجينة _ع ز _ إننا نحس بأننا نعانق الحرية بشكل مميز رغم القيود الداخلية الطبيعية للإعتقال ، فالموظفات والموظفون يشاركونهن نشوتهن بأريحية، و يهاتفون أسرهن للحديث عن إرتساماتهن عقب المباريات ، ويصلون ويبتهلون للإله من أجل إستئناف المنتخب المغربي لفتوحاته إلى حين رفع كأس العالم ويرفع بذلك رؤوس العرب عاليا مع نهائيات مونديال قطر 2022 .

ومن هنا ،وإذا ما سبق وأشرنا إليه من إنتقادات موضوعية تهم منظومة السجون بالمغرب ، فقد بات من الواجب تقديم مايجب من تنويه للمندوبية العامة ،لما تقوم به من جهود إتجاه النزلاء ، في ظروف غير ملائمة من حيث مواجهة التزايد المهول في نسبة الإعتقالات، وتقادم النظريات والقوانين ، وغياب العقوبات البديلة التي طالما تغنى بها صناع القرار ، وغض طرفهم عن الدراسات التي سبق وأن أنجزتها المندوبية العامة بتعاون مع الخبراء بشأن الحد من الإكتضاض داخل المؤسسات السجنية ، والإلتفات الى موظفيها الذين يعانون في صمت ، فيما ينتظر منهم أداء مهامهم بشكل كامل رغم مايشعرون به من حيف مقارنة بباقي قطاعات مماثلة من موظفي الدولة أمام هول فيالق المعتقلين ، وبالتالي آن الأوان للتنزيل العاجل لمقترحات المندوبية بشأنهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.