رزئت الساحة العلمية والفقهية بالمغرب قاطبة والرباط خاصة ،بوفاة الفقيه العلامة سيدي عمر الريش ، إمام وخطيب مسجدي السنة بشارع محمد الخامس ، ومولاي سليمان بالسويقة المدينة العتيقة بمدينة الأنوار الرباط .
الفقيد ظل إلى حين وفاته لسان صدق ولم يفارقه القرآن الكريم الذي علمه لأجيال من أبناء مدينة الرباط، كل من عرفه عن قرب لا يفارقه إلا وهو أقرب إلى الله مطمئن القلب، تعلم منه محبيه معنى التسامح وحب الخير للجميع.
الراحل سيدي عمر الريش ، عرف بين أقرانه بالعلم والورع ، وخدم الصالح العام أكثر من تلاثين سنة ، خدماته جليلة وعظيمة يوميا منذ بزوغ الفجر إلى مابعد العشاء ، فبعد صلاة العشاء وإقفال المسجد ، يجد أمامه دعوات مختلفة ومتفرقة من جلسات الوعظ والإرشاد ، أو مناسبات الأفراح والجنائز ليقوم بدوره التأطيري الديني، فعمله قبل مرضه كان يتصف بالديمومة ، إيمانا منه برسالته النبيلة التي ينوب فيها عن الإمام الأعظم أمير المؤمنين في تقديم مايليق بالأمك والدولة ، والمساهمة في الأمن الروحي واستقرار البلاد والحفاظ على توابثه سيرا على المدهب المالكي والتصوف السني ، والإسهام في محاربة الأفكار الدخيلة والشاذأ التي من شأنها زعزعة إستقرار البلاد والعباد ، ناهيك عن تدخلات إجتماعية له هنا وهناك من أجل إصلاح ذات البين بين الزوجين تارة ، أو خصام أبناء مع والديهم تارة أخرى ، والمشاركة في الجنائز بجبر الخواطر وإعطاء مايلزم من دروس الإرشاد ، فالبشاشة والنور الرباني لم يفارقا محياه طوال حياته .
إزداد العلامة رحمه في شهر ماي من سنة 1936م بالرباط ، حفظ القرآن الكريم في السن العاشرة من عمره على يد الفقيه الحاج إدريس برادو ، بجامع النخلة ببوقرون ، ثم ادخله والده الى مدارس محمد الخامس بباب شالة الرباط ، في السنة الأولى لافتتاحها ودرس بها الابتدائي والثانوي .
سنة 1954إلتحق بالمحكمة الشرعية بالرباط بصفته عدلا قابضا بعد نجاحه في مباراة وزارة العدل ، بعدها إلتحق بوزارة الأوقاف وعمل بها في قسم التحرير ، ثم قسم التفتيش ثم عين ناظرا بالنيابة بمدينة مولاي ادريس زرهون ,
في سنة 1964، كلف بتسيير نظارة كبرى بمراكش استمر بها الى غاية 1957وعاد الى مقر الوزارة بالرباط ، وفي سنة 1968عين ناظرا للاحباس الصغرى بالرباط وبعدها ناظرا للأحباس الصغرى بالرباط أيضا ، إلى ان تم ضم النظارتين معا وعين ناظرا لها سنة 1979، وفي سنة 1959 عين خطيبا لمسجد السنة بالرباط ، ثم خطيبا للجمعة به سنة 1972الى غاية سنة 2004حيث الزمه المرض الفراش وطلب الإعفاء وفي سنة 1977 عيد عدلا بالقصر الملكي ، ثم عين استاذا لمادة التربية الاسلامية بالمدرسة المولوية .
إنا لله وإنا إليه راجعون