أكد الأمين العام لدائرة مشرعي الأمة بالأرجنتين، نيستور بيرل أن علاقات التعاون بين المغرب والأرجنتين ما فتئت تتعزز منذ أن “زرع بذورها جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته التاريخية لهذا البلد الجنوب أمريكي سنة 2004”.
وشدد بيرل، النائب البرلماني السابق في تصريح لقناة الأخبار المغربية M24 على أنه مازال أمام البلدين الكثير مما يمكن القيام به للرقي بهذه العلاقات إلى أسمى المراتب والأهم، برأيه، هو أن يتعرف شعبا البلدين أكثر على مؤهلات كل من المغرب والأرجنتين.
واعتبر الحاكم السابق لإقليم شوبوت (جنوب) أنه بالنسبة للأرجنتين العلاقات مع المغرب مهمة جدا، لأن “المملكة بوابتنا نحو إفريقيا والعلاقات التي يمكن أن نقيمها مع القارة السمراء في كثير من الحالات يتعين أن تمر عبر المغرب”، مبرزا أن المملكة لها الكثير من المؤهلات التي يمكن أن تساعد الأرجنتين في الولوج إلى إفريقيا واسكتشاف فرص التبادلات التجارية التي يمكن أن توفرها أمريكا اللاتينية أو يمكن أن تحتاجها أيضا.
وشدد أستاذ القانون الدولي العام وحقوق الإنسان بكلية القانون والعلوم الاجتماعية بجامعة بوينوس آيريس على أن العلاقات الثنائية يتعين أن تتجه نحو مزيد من التعزيز، لا سيما مع وجود تقارب كبير من الناحية السياسية بين المغرب والأرجنتين.
وفي السياق ذاته، قال إن المغرب بلد معروف بكونه أرضا للتعايش والانفتاح، وهي نقاط يتقاسمها مع الأرجنتين التي تؤمن بدورها بقيم التعايش مع العالم، داعيا إلى رسم خارطة طريق لتعاون مشترك في هذا السياق لمواجهة التحديات المطروحة لا سيما في ما يتعلق بأشكال التطرف والطائفية والحروب.
وحسب بيرل، الذي سبق أن شغل منصب سفير بلاده بإيطاليا وكاتب منسق بوزارة الداخلية، فإن تعزيز التقارب بين الشعبين يمكننا من أن نخلق فضاء للتبادل الثقافي والتعاون بشكل مشترك وهو ما سينعكس في نهاية المطاف على جودة حياة المواطنين في كلا البلدين”.
وفي تقديره، فإن المغرب يشكل عالما جديرا بالاكتشاف حيث يمكن زيارة المآثر التاريخية التي تعود إلى عهد الإمبراطورية الرومانية، كما يمكن التعرف على الثقافات العربية والأمازيغية ومختلف الحواضر التي أسسها سلاطين المغرب على مر التاريخ، مضيفا أن اكتشاف هذا العالم سيسمح بمعرفة، وهذا أمر في بالغ الأهمية، كيف تمكن المغرب من ربط الجسور بين شبه الجزيرة العربية، من جهة وشبه الجزيرة الايبيرية، من جهة ثانية، وإفريقيا جنوب الصحراء من ناحية ثالثة.
وأضاف أن موقع المغرب الاستراتيجي المطل على ضفتي الأطلسي والمتوسط يظهر أنه ملتقى للحضارات والثقافات ومهدا لقيم التسامح والتعايش التي تميزه وبالتالي، المغرب مؤهل ليضطلع بدور تجسير الهوة من خلال قيم التفاهم التي ما فتئ يحرص على تعزيزها.
وخلص إلى أن المغرب يجسد القيم السمحة للدين الإسلامي الذي ينبذ العنف والغلو والتطرف ويدعو إلى التآخي بين مختلف الشعوب، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس باعتباره أميرا للمؤمنين يحرص على إشاعة هذه القيم السمحة للإسلام من خلال تبني المبادئ الوسطية القائمة على التفاهم ومحبة الآخر.