شارك السيد حسن الناصري سفير جلالة الملك بالسنغال برفقة وفد من رؤساء وممثلي البعثات الديبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدة بالسنغال في اليوم العالمي للقدس، والذي ينظم سنويا بدعوة وتحت رعاية الشيح محمد الماحي إبراهيم نياس، سماحة الخليفة العام للطريقة التيجانية الابراهيمية في كولخ (مدينة باي) التي تبعد بحوالي 200 كلم جنوب العاصمة دكار.
وتميزت المشاركة العربية بحضور القائم بالأعمال الفلسطيني في السنغال السيد هيثم الخليلي ورؤساء وممثلي البعثات العراقية والموريتانية والسورية والسودانية فضلا عن ممثلي مؤسسة الأزهر الشريف. وحظي الوفد باستقبال من قبل الخليفة العام الذي ألقى كلمة أشاد فيها بالالتزام العربي والإسلامي بقضية القدس الشريف، منوها بالدور الكبير الذي يلعبه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بصفته رئيسا للجنة القدس.
كما توقف رئيس اللجنة المنظمة لهذا اللقاء الشيخ باي المأمون ابراهيم نياس عند الدور التاريخي للمملكة الشريفة ومواقفها الواضحة والثابتة كلما تعلق الأمر بالقدس والقضية الفلسطينية.
وبهذه المناسبة ألقيت كلمات الوفود المشاركة التي أكدت جميعها على مركزية القضية الفلسطينية والقدس الشريف، معبرين عن دعمهم ونصرتهم للقضية الفلسطينية ومساندتهم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتعزيز جهوده لتحقيق تطلعاته في بناء دولته المستقلة.
وفي كلمة مرتجلة ذكر سفير صاحب الجلالة بجمهورية السنغال بالموقف الثابت للمغرب من القضية الفلسطينية التي يعتبرها قضية وطنية، كما يضع القدس بصفة خاصة في صدارة اهتماماته كما تدل على ذلك الجهود الموصولة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.
واستحضر السفير ثلاث محطات بارزة للموقف المغربي بهذا الخصوص، أولها انعقاد القمة الاسلامية سنة 1969 بالمغرب بدعوة من المغفور له جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، وذلك على إثر حادث إحراق المسجد الاقصى المبارك، حيث كان ذلك إيذانا بنشأة منظمة المؤتمر الاسلامي، والتي تسمى اليوم منظمة التعاون الاسلامي.
أما المحطة الثانية، فتشكلت سنة 1979، عندما تم انتخاب المغرب في شخص جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني رحمه الله، رئيسا للجنة القدس، والتي تحمل وريث سره، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مشعل رئاستها والاستمرار في الدفاع عن المدينة المقدسة في المنتديات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة، ليتوج هذا الجهد في سنة 1998، يضيف السفير، بإنشاء صندوق بيت مال القدس الشريف، الذي يعنى يوميا طبقا للتعليمات الملكية السامية بدعم المقدسيين اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا من خلال تمويلات يوفرها المغرب بنسبة 98 بالمائة.
وفي الأخير تطرق السيد الناصري إلى الروابط القوية التي تربط هذه الاسرة الصوفية السنغالية بالعرش العلوي المجيد، كما عرج في تدخله على العلاقات التي تجمع آل نياس بالمغرب، مذكرا بمساهمة هذه الاسرة الصوفية السنغالية الكبيرة في المسيرة الخضراء المظفرة من خلال مشاركة وفد ترأسه الحاج عبد الله ابراهيم نياس وبعضوية العلامة المرحوم إبراهيم جوب على الخصوص في هذا الحدث الوطني الخالد، مشيرا أيضا للروابط والعلاقات الثقافية التي تجمعها مع العلماء المغاربة لا سيما في فاس.