كاب 24 : الكارح أبو سالم
أجمعت ساكنة إقيلم أزيلال ، وبشكل مميز يعد الأول من نوعه ، بعد أن مرت عشرة سنوات على ميلاد مهرجان أزيلال البئيس يطالبون من خلاله الإهتمام بالبنية التحتية الهشة والأوضاع الإجتماعية التي تزداد هشاشة سنة تلو الأخرى ، حيث كانت حينها أصابع الإتهام توجه للرئيسة السابقة للجماعة ، أما وقد صوتوا على التغيير ، والقطع مع الماضي بشأن تبذير المال فيما لايعود بالنفع على الساكنة ، وتحقيق ما قدم لهم من برامج خيالية إبان الحملة الإنتخابية ، فقد إنقلب الأمر إلى رقص ومجون ، فهذا لن يعد مقبولا لدى مواطن أزيلال بأي شكل من الأشكال لكونه لايمت نهائيا بصلة للخطب الملكية السامية التي تحث على التنمية والشراكة وتنزيل روح النموذج التنموي الجديد .
هذا وقد إشتعلت مختلف الوسائط الإجتماعية بهاشتاغ شبه بنظيره المتعلق برحيل أخنوش ، بعنوان ” مابغيناش المهرجانات بغينا السبيطارات ” بعد أن قررت الجماعة وللمرة الحادية عشر ضدا على الرافضين تنظيم المهرجان إنطلاقا من يومه الخميس 25 غشت إلى غاية 28 منه ، أربعة أيام كلها مجون ورقص ومأدبات وأهازيج ولوحات قيل عنها أنها ثقافية وتثمين للتراث اللامادي في ظاهرها ، هدر لمال الشعب وفساد واختلالات جمة في باطنها ، علما أن المهرجان يقام بمباركة من إعتادوا تذوق الكعكة بالمجلس الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة وعمالة أزيلال .
ولعل من أبرز دواعي إيقاف مهزلة المهرجانات بهذا الإقليم الذي رزئ بثلة من المنتخبين المستهترين بمصالح من صوتوا لهم ، أولهم رئيس الجماعة الذي إنقلب رأسا على عقب فيما وعد به من نزاهة وشفافية والإستماع إلى نبض المواطنين ، والعمل على إرساء قواعد الديمقراطية رفقة أغلبيته المريحة لقضاء المصالح الشخصية ، عكس ماكان يمني الناخب نفسه به ، بإيجاد بديل لممثليهم السابقين بالجماعة ، الذين نالوا حظهم من الإنتقاد ، ففطنوا للعبة وأصبحوا يتمنون دقيقة واحدة من دقائق الرئيسة السابقة الأستاذة ” عائشة ” حسب تصريح ” ن غ” فاعل جمعوي بالمنطقة وأيده عدد كبير من المتتبعين الغيورين على الشأن المحلي لهذا الإقليم البئيس من حيث التدبير الجماعي الحالي .
“حليمة م” مستخدمة بالجماعة ، تتأوه على ماضي هذه الجماعة ورئيستها السابقة ، وتلطم خدها لحظها العاثر الذي أوصلها الباب المسدود ، فهي تشتكي كما باقي السكان الذين فقدوا بعض أفراد عائلاتهم بفاجعة حادثة السير بخريبكة ولازال الحزن يخيم على المنطقة ، يأملون في إيجاد من سيجبر ضررهم ولو بالمؤازرة الشفوية ، لا أن تقام الأفراح والمهرجانات ، ويضرب بعرض الحائط مطالب إقامة المستوصفات ، وسيارات الإسعاف ، وتعبيد الطرقات ، وخلق مجالات التشغيل ، والإهتمام بما يقع للفرشاة المائية التي أعلنت عن إنتحارها ونشر الجفاف في معظم المساحات الزراعية التي تقوم عليها المنطقة الفلاحية ، وتوخي الحذر لآفة الجوع والفقر الذي إنتشر بشكل مرعب، غير أن رئيس الجماعة يرى الأمر بعيون مختلفة عن الذين يعانون ، ويشير إلى أن المهرجان جاء نزولا عند مطالب كثيرة من الساكنة للترفيه والترويح عن النفس ، وأن أقلية هي من ترفضه .
أصوات أزيلال ، صفحة من صفحات الفاسيبوك النشيطة ، علقت على حائطها أن مهرجان فنون الأطلس إنما هو موعد للمنكرات من مسكرات ومخدرات وتمرد وسفور وتبرج وضوضاء وفساد واختلاط ، أنه مناسبة لهدر المال العام فيما لاينفع لادنيا ولاآخرة ، وطالبت الصفحة بعدم الحضور لهذا المهرجان ونصح الآخرين لعدم التوجه إليه ، والتفكير فيما إبتلى الله به المنطقة من جفاف وأوبئة وغلاء في الأسعار .
وشرع بعض الفاعلين الجمعويين يفكرون في رفع ملتمس للسيد العامل للرأفة بالساكنة ، والعودة إلى ماعرف عنه للإستماع إلى المواطنين أكثر من الإنصات للمنتخبين السياسيين الذين وجدوا فيه حائطا صلدا لم تنل معه إغاراءاتهم الكثيرة ، ومناوراتهم المكشوفة سيما من يدعون تقربهم منه وأنه راض على كل مايفعلونه وسيفعلونه .