ONCF 970 x 250 VA

الجزائر ونقطة اللارجوع‎‎

0

يوم بعد يوم يشتد الخناق على الجارة الشرقية للمملكة المغربية، و تكتشف أن من كانت تظن أنهم حلفاؤها لوقت من الأوقات، ما هي إلا أضغاث أحلام و أنه آن لها أن تصحو من سباتها الذي دام لقرابة نصف قرن.

فنصف قرن و الجزائر تبذل الغالي و الرخيص من أجل زعزة استقرار المملكة المغربية الشريفة بشتى الطرق و الوسائل، و لعل أبرزها هي صنيعتها البوليزاريو و التي احتظنتها و تحتظنها في مخيمات تندوف. مخيمات يعيش سكانها الاحتجاز و الذل و الهوان في حين ينهب و يقتسم شرذمة من أوكلت لهم الجزائر الولاية على منطقة تندوف، المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي لسكانها المنكوبين.

فالجزائر و منذ نصف قرن و هي تتستر بقناع البوليزاريو و همها الوحيد و الأوحد هو تقسيم المغرب و إسقاط الملكية، متجاهلة الأزمات الداخلية التي تعيشها بسبب إستبداد العسكر و تفردهم بزمام الأمور في بلاد يوجود رئيس و حكومة ينفذان ولا يقرران، و كذا العزلة شبه التامة، القارية و الدولية، التي تضع نفسها فيها بسبب مواقفها و سياساتها اتجاه المملكة المغربية.

ففشل مخططاتها ضد المغرب دفعها لقطع العلاقات الديبلوماسية معتبرتا ذلك فوزا و انتصارا لها، تهلل به ليل نهار، و تعلق عليه ذيول خسائرها السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية، وهي ليست مستعدة للتنازل عن هذا الانتصار الوهمي على الأقل في ظل حكم العسكر. فالخلاف المفتعل المغربي الجزائري يمثل لنظام العسكر ورقة إلهاء للشعب الجزائري و الضامن لاسمرارية هيمنتهم على مقاليد السلط.

دولة الجزائر وصلت إلى نقطة اللارجوع في علاقاتها مع المغرب، فقد خسرت كل شيء و مازالت مستمرة و لا يمكنها التخلي عن لقيطتها البوليزاريو بسبب أن هذه الأخيرة و بحكم احتكاكها الدائم مع الماسكين بدوالب الحكم في الجزائر أصبحت تشكل خطرا محدقا في حالة التخلي عنها و التوقف عن دعمها. فزعماء البوليزاريو يتمتعون بحصانة لا يمكن حسابهم أو معاقبتهم مهما ارتكبوا من جرائم لأنهم يشكلون قنابل موقوتة على نظام العسكر بالكم الهائل من المعلومات و الأسرار التي راكموها لعدة عقود عن هذا النظام من جرائم و أكاذيب في حق الشعب الجزائري، و التي إن خرجت للوجود ستنكشف بعدها الحقائق و تسقط الأقنعة.

و كذا رفض دول الاتحاد الأوربي و كذا تجاهل روسيا طلب النظام الجزائري إستقبال زعيم مخيمات تندوف قصد العلاج، دفع هذه الأخيرة إلى تكبد عناء تخصيص طائرة رئاسية و إرساله إلى حليفتها جنوب إفريقيا و التي تبعد عنها بأزيد من 10000 كلم و تتكلف له بكامل المصاريف. ربما سيدفعها إلى إعادة التفكير العميق في سياستها العدائية ضد المغرب و محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل السقوط في الهاوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.