ONCF 970 x 250 VA

لقاء حصري مع غوفرين رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط حول أهم المستجدات الاسرائيلية

0

كاب 24 – الكارح أبو سالم:

كاب 24:ماهو تقييمكم للسنتين المنصرمتين بخصوص تنزيل محتويات الإتفاق الاسرائيلي المغربي؟

غوفرين : يجب أن نقول في البداية أننا نجحنا في تنفيذ تقدم جيد وكبير في كل مايتعلق بآليات التعاون ، وتم توقيع أكثر من 20 إتفاقية ومذكرات تفاهم ، وخلق لجان عمل مشتركة وتنظيم زيارات متتالية بين الطرفين في مختلف الميادين للوقوف على تطبيق القرارات السياسية المشتركة ، أبرزها زيارة وزير الخارجية ووزير الدفاع ووزيرة الاقتصاد ووزيرة الداخلية ، وايضا وزيرة العلوم والتكنولوجيا ، فضلا عن عشرات الوفود وكبار المسؤولين بغية تحريك العلاقات والاتصالات ذات الإهتمام المشترك ، وأنا سعيد بهذا التطور الواضح الذي يؤشر بأن الإمكانيات المحتملة هائلة وعالية جدا في كل الميادين .

كما أشير إلى أن عدد الرحلات بين كلا البلدين إرتفع بشكل ملحوظ مما صعب عمليات الحجوزات ، كما أن قرار الحكومة المغربية المتخذ في المجلس الحكومي للشهر المنصرم بشأن التأشيرة الإلكترونية سيسهل جدا عملية معالجتها والتفاعل معها وتسريعها ، مما سيدفع بالحكومة الإسرائيلية أن تسلك نفس الإتجاه مع المسافرين المغاربة ، فلايخفى على أحد متانة العلاقة التي تربط البلدين منذ عهود ونحن كمكتب أو كسفارة نحاول مساعدة الجهات الرسمية وغير الرسمية على على تنفيذ أسس التعاون بين المغرب وإسرائيل ، وجوابا عن سؤالكم بشأن الإكراهات ، فتمة بعض الصعوبات التي نحاول التغلب عليها المتمثلة في سيطرة البروقراطية التي تأخذ منا حيزا زمنيا طويلا ، لكن إرادتنا صلبة .

كاب 24: السيد غوفرين ، ماذا عن مآل التحقيقات المتعلقة بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة الشهر الماضي ؟

غوفرين : بشأن حدث مقتل الصحفية المشهورة والمحترمة شرين أبو عاقلة صراحة حدث جد مؤسف ، في هذا الصدد إقترحت الحكومة الإسرائيلية في حينها على الجانب الفلسطيني تكوين لجنة مشتركة للتحقيق في هذا الحادث ، غير أنه للأسف واجه الفلسطينيون المقترح بالرفض ، ضاربين عرض الحائط التعاون الأمني اليومي القائم بين البلدين ، ونجهل لحد الآن السبب وراء هذا الرفض الذي لاوجود لمبررات له سيما وأنه يظل الإتفاق الموضوعي لكشف الحقيقة لكل الأطراف ، غير أن الأسباب السياسية غالبا تظل وراء هذا الرفض، ولازلنا نتمنى أن يغيروا موقفهم . ولاننسى أن الجيش الإسرائيلي يعمل كل مافي وسعه لمنع وصول الضرر للأبرياء والمواطنين العزل .

كاب 24: هل إسرائيل مهتمة بتطوير وإنعاش الجانب الإقتصادي بين البلدين ، ونخص بالذكر هنا الشق المتعلق بتثمين الفوسفاط ؟

غوفرين : إسرائيل تستورد حاجياتها من الفوسفاط من المملكة المغربية ، لكونه أكبر مصدر في العالم لهذه المادة ، لأنها من أبرز الإحتياجات الإسرائيلية الفلاحية منها والزراعية والطبية ، وأكيد أن التعاون سيزيد من تطوير أسس هذه العلاقات الإقتصادية وفق المنصوص عليه في الإتفاقية .

كاب 24 : هل حصل تطور على مستوى التقارب الديني لتحقيق التعايش المطلوب فيما يخص العلاقات بين الأئمة والحاخامات ؟

غوفرين : أنا مقتنع جدا كون المغرب بقيادة الملك محمد السادس الحكيمة يلعب دورا مميزا ورئيسيا على مستوى تحقيق التعايش والسلام والتسامح ، والتعارف بين المجموعات الدينية والعرقية ، وقد سبق لي أن جالست الأستاذ أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وتناولنا معا سبل تشجيع الحوار الدائم بين العلماء والأئمة والحاخامات ، لأنه في اعتقادي أن تمازج الأفكار بين العلماء كفيل بتخفيض التوتر وتحقيق المبتغى من التقارب ، وأرى أنه من الضروري إستكمال المشاورات وتكثيف الجلسات واستمرارها دون توقف لتحقيق الهدف .

كاب 24: هل لازالت إسرائيل تعول على المغرب للعب دور الوساطة كما كان الشأن سابقا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في عهد الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله ، للدفع بمفاوضات السلام مع حماس الفلسطينية نحو التهدئة وإيجاد أنجع السبل لوقف العداء ؟

 غوفرين : أولا لايمكن التفاوض مع حركة حماس طالما أنها مصنفة كمنظمة إرهابية ، تدعو لدمار إسرائيل ولاتعترف بها وبالتالي لايمكن التفاوض والمناقشة معها ، أما المغرب حسب رأينا ، فبإمكانه لعب دور المفاوض الأصلح بيننا وبين السلطة الفلسطينية ، وإنجاح التقارب ووجهات النظر بين الطرفين تبعا لتجارب سابقة ، غير أن الظروف الحالية لاتسمح بتقدم الحوار أمام الشروط التعجيزية المقترحة من جهة الفلسطينيين ، وإسرائيل لاتقبل التفاوض تحت ضغط الإملاءات أو الشروط ، عكس المفاوضات الخالية من أية ضوابط من كلا الطرفين وبلا شروط مسبقة ، فهي الكفيلة بإنجاح الحوار الهادئ كما سبق مع الأردن ومصر .

كاب 24: ماهي الآفاق المنتظرة من هذا اللقاء الذي شاركتم فيه والذي دشن لنقطة تحول عالمية في تناول الملفات ذات الإهتمام المشترك دوليا؟

غوفرين : هذا فعلا سؤال جيد ، وأتفق مع حضرتك على مصطلح نقطة تحول ، لأن لقاء النقب أسس لآلية دولية كبرى لمناقشة القضايا ذات الإهتمام المشترك على مستوى العديد من الملفات الكبرى ، فمنذ حركة الربيع العربي سنة 2011 تغيرت معالم وجهات النظر لدى الجميع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، فاجتماع النقب جاء لبلورة العلاقات وتكريس معنى التعاون الحقيقي بين الدول الشركاء من أجل تحقيق السلام الدائم المنشود على مستوى كل الأصعدة . قمة النقب أتى أيضا لبلورة علاقات التعاون لتحقيق مستقبل أفضل بجهود مشتركة ، لهذا السبب ، تم إنعقاد لقاء هام بالمنامة الأسبوع المنصرم في 27 من شهر يونيه ضم مدراء وكتاب عامون لوزارات خارجية الدول التي شاركت في قمة النقب إلى جانب كل من الولايات الأمريكية المتحدة وإسرائيل ، وتشكلت ست لجان عمل بغرض تحويل الأقوال إلى أفعال فيما يخص التوصيات المتعلقة بمحاربة الإرهاب ، وتطوير التعليم ، وتنسيق آليات التسامح ، وضمان الأمن الغذائي ، والطاقة ، والمياه والفلاحة إلى غير ذلك من المحاور الهامة التي ستشرف على تنفيذها وزارات خارجية الدول المعنية . لقاء المنامة الأخير ، الذي اعتبر بمتابة لجنة تنسيق ، شكلوا لجان عمل ستعمل بتراتبية تلاثية ، تتألف من وزراء الخارجية ، ثم مدراء أو كتاب عامون لوزارات الخارجية ، ثم لجان التتبع لتنفيذ التوصيات والمشاريع المختلفة ، وبهذا يمكن القول أنه لايمكن لكل دولة أن تشتغل لوحدها دون مساعدة باقي الدول .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.