إسرائيل ليست الملاك المنزل، لكنها أيضا ليست الشيطان الأكبر
بقلم : إيمان حمداوي
دائما ما كانت القضية الفلسطينية محط إهتمام و دعم العديد من دول العالم خاصة الوطن العربي،تربينا على حبها و الإيمان بقضيتها و الدفاع عن حقوق شعبها.من منا قد ينسى (محمد الدرة) و غيره.
لم و لن ننسى،نعلم جميعا أن لكل حرب ضحايا أي شيء بالحياة له إيجابيات و سلبيات.قد يكون طبعنا نحن العرب أننا عاطفيين زيادة عن اللزوم فيسيطر على عقولنا مشاعرنا.لكن عندما نفصل بين العقل و القلب نرى الأمور أوضح و تتكون بأذهاننا فكرة عقلانية مبنية على حقائق ملموسة،و هنا مربط الفرس.
علينا أن نعلم جيدا أنه مهما درسنا من التاريخ و قيل لنا لابد أن يكون هناك شيء مخفي لم يسجله التاريخ لأي سبب كان.و بالتالي فلن يصل لنا و لن نعرف الحقيقة كاملة مهما حاولنا ذلك.
واقع الحال اليوم، هو وجود اليهود بفلسطين ،أهو بوضع اليد كما( يقال) او هو نتيجة ببيع بعض الفلسطينيين لأراضيهم (كما يقال)أو ربما قد يكون الاثنين معا….لا أحد يعلم و لن نعلم حقيقة الأمور….لكن ما نعلمه جيدا لأننا نعانيه اليوم، هو أن وجود إسرائيل أمر واقع. واقع وجب تقبله، شعبين تجمعهما مساحة جغرافية والحل الأمثل هو تواجد الدولتين.
: قال الملك العظيم الراحل الحسن الثاني: “إن العرب لن يتمكنوا أبدا من إيجاد حل أو تسوية المشكل؛ لأن إسرائيل دولة لا يمكن أن تختفي. لو كنت مكانهم لاعترفت بإسرائيل، وأدمجتها في حظيرة الجامعة العربية”.
و بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده في رسالة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، إن استقرار الشرق الأوسط مرتبط بإيجاد حل عادل لقضية فلسطين وفق حلّ الدولتين.
وجدد العاهل المغربي تأكيده على «عدالة القضية الفلسطينية التي تبقى جوهر الصراع في الشرق الأوسط، حيث يرتبط استقرار المنطقة وإشاعة الرخاء والازدهار فيها ارتباطا وثيقا بإيجاد حل عادل ومستدام لهذه القضية العادلة وفق حلّ الدولتين، وعلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وفي إطار قرارات الشرعية الدولية» .
من خلال رحلتي إلى هناك رغم قصر مدتها إلا أنني رأيت و سمعت ما كان يؤيد وجهة نظري المتواضعة للأمر برمته مثلا:خلال جولتنا إنتقل يهودي من أصول مغربية حكى لنا أن إبنه قتل أثناء دفاعه عن فلسطيني دخل في عراك مع يهودي!!!
كذلك السائق الذي كان برفقتنا طوال الرحلة جمعتني به دردشة حول حقيقة ما يجري هناك و للعلم فهو من قبيلة فلسطينية كبيرة و لها اسمها هناك ولقد كان صريحا جدا في كلامه وقال بأنه و في عدة مواقف استطاع الاعتماد على أصدقائه اليهود أكثر من أبناء بلده! ولن ينسى موقف صار معه حيث انه في يوم من الأيام كان معه وفد سياحي مكون من النساء و كان يتجول بهم بمنطقة معينة وقام شباب فلسطينيون بمحاولة تحرش بالسيدات و قامو بضربه عندما حاول اسكاتهم.
و من خلال حديثي كذلك مع بعض المارة قيل لي بأنه إن أراد أي فلسطيني أن يبيع أرضه أو بيته بدافع الهجرة فهو يفضل بيعها ليهودي بدل بيعها لأبن بلده.
هناك من تحدث أيضا عن إستفزاز متبادل يحصل بين جنود الطرفيين والذي يؤدي طبعا إلى قتل أحدهم الآخر.
هناك أيضا المراكز الإسرائيلية تقوم بتقديم الدعم الطبي لأطفال فلسطين.كذلك لا يخفى علينا عشرات القتلى من الفلسطينيين المدنيين الذين يذهبون ضحايا اشتباكات لا ذنب لهم فيها،منهم اطفال و شيوخ و نساء.
الأمثلة كثيرة بعضها يصب لصالح فلسطين والآخر لصالح إسرائيل.
و بإختصار شديد و هي وجهة نظري المتواضعة:
ليس الجميع صالحون ولا الجميع طالحون،أينما ذهبنا و مهما كان ديننا أو مذهبنا أو عقيدتنا هناك الصالح و الطالح.
و لا أعتقد بأن الكرة الأرضية ستقوم برمينا إذا ما نزل حل الدولتين على أرض الواقع(الكوكب يسع الجميع).
على الجهتين تقديم بعض التنازلات اذا كانوا حقا يريدون وقف الصراعات و ضحاياها من الجهتين.فإن كان الهم هو السلام و الحفاظ على أرواح الشعبين، فلا من حل إلا السلام! أما إذا كان كل ما يهم مراكز القرار في الجهتين هو السيطرة و فرض (الأنا) فسيبقى الوضع على ما هو عليه.