ONCF 970 x 250 VA

الناظور تحتفي بالبرلمانية المغربية التي تحوّلت إلى “متسوّلة” في شوارع بروكسيل

0

كاب24 – محمد زريوح:

 

اِستضـاف نـادي الريف للسينما، بقاعة المركب الثقافي بحاضرة الناظور، الكاتبة المغربيّة المعروفة ذات الأصول الرّيفيّة فتيحة السعيدي، المقيمة بالديار البلجيكية، ضمن لقـاءٍ جرى خلاله الاحتفاء بآخر أعمالها الأدبية والبحثية الصّادرة حديثـاً، وسط حضور نُخبويٍّ وازن متكوّنٍ من أبرز الفاعلين في مجال الفن والأدب والسينما والمسرح، إلى جانب مهتمين بالثقافة والأدب الأمازيغيّيـن.

وشكّـل اللّقـاء فرصةً سانحةً لتسليط الضوء على المسار النضالي والحقوقي والسياسيّ للناشطة المهجرية فتيحة السعيدي، باعتبارهـا واحدة من الأسماء البارزة والوجوه الرّيفية المتألقة التي سطع نجمها في سماء الديار الأوروبية، بخاصّة في مضمار تخصّصها كمُدافعة عن حقوق الإنسان لا سيما منها حقوق المرأة، فضلا عن بصمها بنجاح على مشوار إعلامي وسياسي متفرد ببلد إقامتها بعُقر بلجيكا طيلة عقـود، حيث اُنتُخبتْ عضواً في البرلمان الجهوي بالعاصمة “بروكسيل” كما تقلدت عدة مناصب ومسؤوليات محلية، إقليمية ووطنية.

وأبرز المخرج السينمائي المعروف محمد بوزكو، كيف شكّل موضوع المرأة الرّيفية أحد المحاور الأساسية في الأعمال المُجترحة للكاتبة السعيدي، لافتا إلى أن مسيرتها النضالية تُوّجت بالتفرّغ للكتابة في شتى الأطاريح والقضايا المرتبطة بميادين اشتغالها كحقوقية وإعلامية مُنافحة عن المهاجرين من جهة، وكذَاتٍ ريفيّة حملت على كاهلها هَـمَّ إبراز خصوصية المرأة الريفية من حيث قوتها وقدرتها وتميّزها وتفرّدها، وكذا خصوصية بيئة منشَئِهـا، في أرجاء الأقطار الأوروبيـة.

فتيحة السعيدي
 

وأَردف بوزكو، أن فتيحة السعيدي لم تُسخّر قلمها للذَّوْدِ دفاعـاً عن المهاجرين والمرأة الريفية فحسب، وإنّما رصدتْ أعمالها كذلك أحداثَ ووقائعَ تاريخية مرتهنة بالذّاكرة الجماعية لدى الرّيفيّين، منها ما يُعرف بـ”جرح 58″ وهي الذكرى الأليمة المتعلقة بالأحداث التي عاشتها منطقة الرّيف إبّـان 1958، وتطرقها أيضاً إلى واقعة قيام السلطات الجزائرية بطرد وترحيل المغاربة ليلة عيد الأضحى سنة 1975، وإلقائها الضوء على “عـام الجوع”، وهجرة الريفيّين صوب الشرق بالجزائر تحديدا، ونحو وجهة أوروبـا لاحقـاً.

وحول تقمصها دور “المتسوّلة” في شوارع عاصمة بلجيكية، كشفت فتيحة السعيدي أنها حاولت عيش تفاصيل التجربة بكل ما تنطوي عليها من دلالات ومن حمولة نفسية ومعنوية، وذلك سعيا وراء البحث عن إجابات شافية للأسئلة الحارقة التي انفجرت في ذهنها في مخاضٍ فكري بخصوص بُؤس التسوّل، موردةً “قمتُ بالتجربة دون علم أو إخطار أحدٍ من أقربائي، لأن الجميع كان جزماً سيعترض طريقي، لكن أسرتي بَكُتْ بشدة حينما أخبرتها بالأمر لاحقا؛ إنها تجربة مؤلمة ووحشية، قمتُ بها بغرض تأليف كتابٍ عن التسوّل”.

واسترسلت السعيدي، التي حلّت ضيفةً على نادي “الريف للسينما” في معرض مداخلتها، أنّها عاشت تجربة التشرد والدخول في دوامة الضياع بين شوارع العاصمة “بروكسيل”، بهدف التقرّب أكثر من حياة ومعاناة فئة من النساء بغرض الوقوف عن كثب على حقيقة واقع مرير وكذا الوقوف على الصعاب والإكراهات التي تواجههنّ بصفة يومية، قبل تدوين واجتراح ذلك في كتابٍ تـمّ التبرّع بدخله المالي لفائدة إحدى المؤسسات الاجتماعية والخيرية المتكفلة بالفئات الأكثر هشاشة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.