كاب 24-و م ع:
اعتبرت الصحيفة الجنوب الإفريقية “ذي سيتيزن” أن المغرب أضحى نموذجا بالنسبة للدول الإفريقية في مجال الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة.
وكتبت الصحيفة، في مقال تحت عنوان “الطاقة المتجددة في المغرب: درس أو درسان لجنوب إفريقيا”، أنه “في الوقت الذي تسعى فيه جنوب إفريقيا جاهدة لإيجاد أفضل طريقة للمضي قدما في الانتقال إلى الطاقة المتجددة، فإن المغرب يدعم الثورة الخضراء في إفريقيا بل وقد أدرج الحق في الوصول إلى الطاقة المستدامة في دستوره”.
وأشار المقال إلى أن جنوب إفريقيا قد فشلت في ضمان مثل هذا الحق الإنساني الجوهري لمواطنيها، مسجلا أن البلدين اللذين يوجدان في شمال وجنوب القارة، يمكنهما تبادل خبراتهما في هذا المجال.
وسجلت اليومية أن المغرب يسير على الطريق الصحيح للحصول على ما بين 60 و65 في المائة من الكهرباء المنتجة من الطاقات المتجددة بحلول عام 2030، بينما تتوقع جنوب إفريقيا، على الرغم من وفرة الموارد المتجددة من أجل اكتفائها الذاتي من الطاقة، أن تصل إلى 30 في المائة فقط.
وتابعت الجريدة بالقول إن “هذه الأرقام، التي كشف عنها المنتدى الاقتصادي العالمي، تظهر كذلك أن المغرب يمثل ثلاثة أرباع النمو في إنتاج الطاقة المتجددة في المنطقة”، مذكرة بأن المملكة تمتلك واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم مع مجمع “نور ورزازات” الممتد على مساحة 3000 هكتار.
ونقلا عن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، سجل المقال أن “المغرب يشجع الاستثمار الخاص، ويضع أهدافا طويلة الأمد، كما إنه كرس الحق في التنمية المستدامة في دستوره”.
ومن جهة أخرى، يتابع المصدر ذاته، لا تزال جنوب إفريقيا تعتمد على الفحم لتوليد الطاقة، وبنسبة قليلة جدا على الطاقات المتجددة، مما يضع البلاد في صراع مع المدافعين عن استخدام الطاقة النظيفة.
وأضاف أن جنوب إفريقيا، باعتبارها واحدة من الاقتصادات الرئيسية في إفريقيا، يجب أن تساهم في الثورة الخضراء وأن تحذو حذو المغرب كشريك سياسي جاد والذي يضطلع بدور رئيسي في القارة.
واعتبرت الصحيفة أن “ميزة الانخراط في هذه الديناميكية هي مراكمة الخبرة والإلمام بكل القضايا في حال حدوث أزمة غير متوقعة”، مشيرة إلى أن تجربة المغرب مفيدة في هذا المجال.
وأضافت أنه “مع تطوره السريع في مجال النمو المستدام، سيجني المغرب مع الدول الرائدة الثمار الاقتصادية للتحول إلى الطاقات المتجددة”، مسجلة أنه تمت بلورة المخطط الوطني للمناخ 2020-2030 لتحسين قدرة المملكة على التكيف وتسريع تحولها نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.
وأشارت إلى أنه “سيتم تنفيذ السياسات المناخية الوطنية التي يتضمنها المخطط من خلال نهج تشاركي، مع تعزيز الابتكار لمواجهة تحديات تغير المناخ”، مبرزة أن تأهيل الشباب والتكوين وخلق فرص الشغل يوجدون في صلب هذا المخطط.
وتابعت اليومية الجنوب إفريقية بالقول إن ”المملكة المغربية، كرائدة في التنمية المستدامة، تساهم في مشاريع مثل الكهرباء والري وإنشاء البنى التحتية في بلدان أخرى في القارة”، معتبرة أن التزام المغرب بمسار الطاقات المتجددة هو “مسار جديد للتعاون القاري يجب على الدول الأخرى سلكه”.