الأمم المتحدة وقطر يتدخلان بعد تشكيل حكومة “طالبان” التي تفتقر للعنصر النسوي
كاب24-أ ف ب:
انتقدت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه الإثنين افتقار حكومة طالبان في أفغانستان للتنوع وعدم إشراك المرأة بتشكيلتها، معربة عن قلقها بشأن معاملة النساء واستبعادهن من الشأن العام وقمع المعارضة “الذي يزداد عنفا”. ومن جهتها أكدت قطر التي تقوم بدور الوسيط بين طالبان والمجتمع الدولي، أنها تدعم “تحقيق المصالحة الوطنية” في أفغانستان، باعتبارها “صمام الأمان” لاستقرار البلاد.
في افتتاح الدورة 48 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه الإثنين عن “خيبة أمل” لافتقارحكومة طالبان في أفغانستان للتنوع، مؤكدة قلقها بشأن معاملة النساء والقمع الذي يزداد عنفاً ضد الأصوات المعارضة.
وصرحت باشليه “أشعر بخيبة أمل بسبب عدم شمولية ما يسمى بالحكومة الانتقالية، التي لا تتضمن أي امرأة وتضم عددا ضئيلا من الأعضاء غير البشتون”.
وتتكون الحكومة التي سيترأسها الملا محمد حسن أخوند، وهو معاون سابق للملا عمر مؤسس الحركة الذي توفي عام 2013، حصرا من أفراد ينتمون إلى طالبان.
كما أعربت باشليه عن قلقها لأنه “خلافا لتعهدات طالبان بالحفاظ على حقوق المرأة، تم استبعاد النساء تدريجيا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الشأن العام”.
من جهة أخرى، نددت بعمليات مطاردة تجري “من منزل إلى منزل” بحثا عن أعضاء الحكومة السابقة أو الجنود أو الأشخاص الذين عملوا مع القوات الأجنبية المتمركزة في البلاد حتى وقت قريب، وبالتهديدات ومحاولات الترهيب التي تستهدف المنظمات غير الحكومية أو موظفي الأمم المتحدة، خلافا للوعود بالعفو التي قطعتها حركة طالبان.
وأضافت “في بعض الحالات، تم الإفراج عن بعض المسؤولين، وفي حالات أخرى تم العثور عليهم قتلى”، مستنكرة القمع “الذي يزداد عنفاً” للاحتجاجات السلمية في جميع أنحاء البلاد وكذلك ضد الصحافيين الذين يقومون بتغطيتها.
وكررت مناشدتها المجلس لوضع آلية محددة لرصد تطور وضع حقوق الإنسان في البلاد عن كثب وإخطار المجلس بذلك.
كما أعربت مجموعات حقوقية وبعض الدول عن أملها بأن تذهب الجلسة الحالية للمجلس التي تدوم حتى الثامن من تشرين الأول/أكتوبر أبعد من جلسة خاصة عقدت الشهر الماضي وامتنعت عن المطالبة بفتح تحقيق دولي في الانتهاكات المرتبكة في أفغانستان.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الإثنين إن برلين تدعم منح المجلس “تفويضا قويا” يتيح له مراقبة وضع حقوق الإنسان في أفغانستان.
وتابع “نطالب طالبان باحترام حقوق الإنسان الأساسية وخصوصا حقوق النساء والأقليات”، مضيفا أن ذلك سيمثل “المعيار” لأي انخراط مستقبلي مع حكومة الحركة والمساعدات.
قطر تدعم “تحقيق المصالحة الوطنية”
وفي تصريح جديد، أكد وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الإثنين أن قطر تدعم “تحقيق المصالحة الوطنية” في أفغانستان، مؤكدا أنها “صمام الأمان” لاستقرار البلاد.
وتؤدي قطر دور الوسيط بين طالبان والمجتمع الدولي ونقلت العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة سفاراتها من كابول إلى الدوحة.
وأكد وزير خارجية قطر خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان على “التزام دولة قطر بدعم كافة الجهود التي من شأنها تحقيق المصالحة الوطنية في أفغانستان”.
وتابع “نرى أن المصالحة الوطنية هي صمام الأمان الوحيد لاستقرار أفغانستان في المستقبل”.
والأحد، صار وزير الخارجية القطري أرفع مسؤول دبلوماسي يزور أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة.
والتقى الوزير الذي يتولى أيضا منصب نائب رئيس الوزراء عددا من المسؤولين الأفغان وفق ما كشف حساب رسمي لطالبان على تويتر.
واجتمع وزير الخارجية القطري بالرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، وفق صور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وإلى الآن لم يعترف أي بلد بالحكومة التي شكّلتها طالبان، علما بأن ثلاث دول فقط هي السعودية والإمارات وباكستان كانت تعترف بنظام طالبان السابق الذي امتد من العام 1996 حتى العام 2001.
من جانبه، قال وزير خارجية فرنسا إن هناك أسئلة حول تعهدات طالبان بشأن تعليم النساء ومنحهن حقوقهن.
وأكد الوزير الفرنسي أن “عددًا قليل جدا” من الرعايا الفرنسيين يقدر بالعشرات ما زالوا عالقين في أفغانستان.
وبحسب لودريان فإن فرنسا قامت بإجلاء نحو 2800 شخص من أفغانستان، بينهم 2600 أفغاني.