السائح في المغرب..كومة نقود في عيون المترصدين
بقلم برعلا زكرياء
كلما حط الرحال فرد أو مجموعة، سواء من أسرة واحدة أو أصدقاء، بإحدى المدن السياحية المغربية، إلا وتربص به مجموعة من الأشخاص الماكرين، هؤلاء يتميزون بالدهاء والمكر وحلاوة اللسان. وسرعان ما يتعكر مزاجهم وقد يسبون ويشتمون إذا لم يبلغ الثعلب مراده.
فهذا يتلاعب بالمفاتيح بيديه ويدعو الزائر للكراء، وآخر يحمل لائحة طعام ويدعوك لمطعم يصور لك أنك لن تجد أفضل منه، وآخر يقترح عليك خدمة النقل والإرشاد السياحي باستخدام سيارته.
أما إذا كانت لديك سيارة خاصة فلن تستطيع تجنب أصحاب السترات الصفراء،الذين يتقمصون دور الحارس، منهم أصحاب الليل وأصحاب النهار.أما الثمن فهو محدد مسبقا وليس لك إلا أن تؤدي دون مناقشة أو تذمر.
وإن تشجعت وعبرت عن استيائك من هذا النوع الجديد من السرقة والاحتيال، فتوقع الشتائم والتنكيل وحتى الضرب والجرح في أسوء الحالات.
أما المقاهي والمطاعم، فإن لم تكن منتبها خلال أداء الثمن الباهض للوجبة المضرة بالصحة التي أكلتها مضطرا ،فتأكد أن النادل سيقتطع إتاوة فوق الثمن المنشور باللائحة.
وكأن حال لسانه يقول: لابد أن أستغل هذا الساذج الذي زارنا.
وقس على ذلك في جميع المحلات بشتى أنواعها فالأثمنة مضاعفة خلال فترة الصيف حيث يكثر الزوار. كأنه موسم صيد الغزلان في البرية.
كذلك الشواطئ، فلا تكاد تجد مكانا للجلوس، حيث أن كل الرمال محجوزة وعليها مظلات وطاولات وكراسي لايقل ثمن إحداها عن 50 درهما.
والأكيد أن هذا الجشع اللامعقول و الغير المنطقي لايشجع السياح على العودة، خصوصا الأجانب، هؤلاء يتقاسمون تجاربهم السيئة في الأماكن التي زاروها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها من التطبيقات. فيتراجع عن السفر الكثير ممن تلقوا تلك المعلومات الثمينة.
أما السلطات، فلا تتدخل مطلقا في منع جشع التجار وأصحاب الفضاءات المخصصة للسياح، تطبيقا للمثل المغربي الشعبي (الله يجعل الغفلة بين البائع والشاري).