هذا ما كان ف الكان الحلقة 29/02 حفل الافتتاح: كان بالإمكان أن يكون أبدع مما كان

0

الگارح ابوسالم

حفل افتتاح كأس إفريقيا بالمغرب كان، بلا شك، في المستوى من حيث التنظيم وحجم الإنتاج، لكنه ترك شعورًا واضحًا بأن الصورة لم ترتقِ لما تستحقه البطولة.

الحفل حاول أن يقول الكثير… لكن النتيجة كانت رسائل متداخلة، متشابكة، لم تتح للمشاهد الوقت الكافي للتمعّن فيها. تمامًا كمن يملك أفكارًا كثيرة في ذهنه، لكنه لا يعرف كيف يرتبها، فتخرج مقبولة في الجوهر، لكن مرتبكة في العرض. كان من الأفضل التركيز على رسائل محددة، تُشتغل بالصورة والصوت والإنارة، لتترك أثرًا واضحًا في الذهن.

إخراجيًا، بدا أن القراءة الشاملة للمشهد غائبة في لحظات مفصلية. الكاميرا العنكبوتية لم تُستغل كما يجب، لإظهار جمالية اللوحات من الاعلى ،حتى الدرون لم يساعد على ابراز الصورة الجوية المطلوبة بسبب العوامل المناخية، ما أفقد بعض اللوحات بعدها البصري الكامل. أما درون الـFPV داخل الملعب، فرغم حركته الجريئة، لم يُضف بعدًا بصريا حقيقيًا، ليظل مجرد عنصر حاضر بلا وظيفة واضحة.

مع بداية المباراة، تحسن الأداء التقني، فالنقل كان سليمًا وخاليًا من الأخطاء الفادحة. لكن الإخراج العام افتقد إلى الجرأة الفنية. استُخدمت الكاميرات عالية الإمكانيات بطريقة محدودة، غابت اللقطات الجمالية للجمهور ومحيط الملعب، وأصبح النقل عاديا، لكنه بلا شخصية.

ورغم ذلك، لا يمكن تجاهل بعض النجاحات لمستخدمي الستيدي كام كان في مستوى متقدم، والكاميرات السينمائية أضافت لمسة فنية واضحة من حيث العزل وجودة الصورة والسوبر موشن. نقاط القوة هذه أثبتت أن الإمكانيات موجودة، وأن الرهان لم يكن مستحيلًا،بل كان يلزم جرأة اكثر في الاخراج .

الخلاصة أن حفل الافتتاح، ومعه التغطية البصرية، لم يستغل إمكانياته بالكامل. التنظيم كان جيدًا، الفكرة موجودة، لكن التنفيذ اختار الطريق الآمن بدل الإبداع ، وتشتّت الرسائل بدل التركيز، فترك صورة الحدث أقل تأثيرًا مما تستحقه البطولة.

في مثل هذه اللحظات، الفارق لا تصنعه المعدات وحدها، بل الرؤية الواضحة والقدرة على اختيار ما يُعرض، وكيف يُعرض، ومتى. وهنا، كان الممكن أن يكون الافتتاح أكثر تأثيرًا… وأن يترك ذكرى بصريًا تتحدث عن البطولة منذ اللحظة الأولى.

وقبل أن ننهي الحلقة الثانية من ” هذا ماكان في الكان ” لابد من التفاتة للحكامة الأمنية بكل تلاوينها التي لم تترك مجالا للإنتقاد ، وضبطها المحاولات البئيسة الناتجة عن سلوكيات بعض الجزائريين سواء من العناصر منتخبهم او جماهيرهم ، والضبط المميز الذي طال أجواء الحفل والمباراة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.