الكارح ابو سالم
عكس باقي فرق المنتخبات المشاركة في مباريات “كان 2025״، رفض اعضاء المنتخب الجزائري وبالإجماع مد أياديهم لأكل التمر والحليب الذي استقبلوا به بمدخل الفندق المصنف بالعاصمة المغربية الرباط , ،بل امتنعوا حتى عن رد الإبتسامة التي قوبلوا بها من طرف المستقبليين ببهو الفندق ، وعوضوها بوجوه عبوسة ، وتركوهم مشدوهين من أثر ردة فعلهم غير الأخلاقية والتي لاتمت نهائيا بصلة للأعراف والتقاليد والكرم المغربي خاصة والعربي بصفة عامة .

إن عادة إستقبال الضيوف بالتمر والحليب، من أنبل العادات التي جبل المغاربة قاطبة ، والسلاطين العلويين وقبلهم على تطبيقها كلما زارهم ضيف ما ، حيث يعتبروها قمة الفرح وأكبر منسوب للترحيب بالضيف ، ناهيك عن حسن وكرم الضيافة في المأكل والمسكن والمعاملة ، ونشر الإبتسامة وإبراز الحفاوة ليس من باب التزلف ، لكنها تعبير صادق على قبول الضيف والضيافة والإستضافة.
هذا السلوك الذي أبان عنه المنتخب الجزائري ليس الأول من نوعه ، بل تجاوزه – وكما نشرت كاب 24في حينه بالصورة – إلى التسيب بشرع اليد على وضع ستار لحجب صورة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، لولا فطنة أحد مستخدمي الفندق المصنف بالرباط المخصص لإيواء المنتخب الجزائري ، الذي تدخل بأسلوب سلس وحضاري ، وازاح الستار وأعاد الصورة الى مكانها والابتسامة تعلو وجهه ، وتم تمرير الموقف بعقلانية عالية تفاديا من السقوط في الهدف المخطط من طرف الحزائريين وإثارة الفوضى تزامنا مع أول يوم منرافتتاح فعاليات الكان 2025، بعد ذلك وجهت إدارة فندق ” ماريوط” وبعد مراجعة تسجيلات الكاميرا والوقوف على توثيق العمل المستفز من طرف أحد اللاعبين الجزائريين ، تنبيها كتابيا لأطرهم بضرورة إحترام أدبيات الإقامة ،وابعاد المشاحنات السياسية وضرورة الالتزام بالضوابط والاخلاق المعمول بها..

إن هذا السلوك الأرعن وسلوكيات أخرى مماثلة أكثر وطئا مما ذكر التي تعرض لها المغاربة بالمطارات الجزائرية ، لن تنال من عزم المغرب والمضي قدما في نجاحاته وتنظيماته الجادة للتظاهرات العالمية ، والمنجزات والمرافق الرياضية العالية المستوى والحافلات المكيفة والفنادق المصنفة العالمية التي أبهرت العالم برمته والجزائريين خاصة ، ضف على ذلك المستوى الأمني المميز الحكيم بكل المرافق ،بدءا بالنزول في المطارات ومرورا بالشوارع ووصولا إلى اماكن الاقامة ، ودخول الملاعب بشكل آمن والاستكانة والهدوء التي تنعم بها المملكة المغربية في ظل السياسة الرشيدة لملك البلاد محمد السادس نصره الله. .
