فرحة جماهيرية عارمة لفوز المنتخب المغربي مقابل صمت وجمود القنوات العمومية أليست منا؟
الگارح ابو سالم
أولًا، تهانينا للمنتخب المغربي الرديف على فوزه المستحق بكأس العرب، إنجاز يرفع الرأس ويستحق الاحتفاء الشعبي. لكن، في اللحظة نفسها، لا نعلم الأسباب الحقيقية التي جعلت قنواتنا العمومية غائبة تمامًا عن مشاركة ونقل فرحة الشعب المغربي. الجماهير خرجت غفيرة إلى الشوارع والميادين، هتفت وغنت ورقصت، فيما شاشات الوطنية لم تحرك ساكنًا، وكأن هذا الانتصار كان ضدها أو أنها تنتمي لدولة إنهزم فريقها أمام المنتخب المغربي ، وبالتالي لا يعنيها هذا التتويج ، ولا داعي لإيلائها الإهتمام اللازم ، أم أن هناك ياترى تعليمات تمنع نقل الاحتفالات طالما لم تُمنح القنوات حق بث المباريات؟
الأمر الأكثر استفزازًا أن نقل هذه الاحتفالات لم يكن يحتاج إلى ميزانية ضخمة أو حقوق بث، بل فقط إلى إرادة وحس مهني ، و كاميرات، و أجهزة إرسال، وبرمجة استباقية وروح وطنية تتحرك اتجاه كل ما يرفع رأس المغاربة عاليا .
وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل : أي إعلام تمارسه القنوات العمومية إذا لم يكن استباقيًا ولا يخدم المواطن؟
في المقابل، قامت وكعادتها وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية بالمهمة مكان القنوات العمومية ، متفوقة على الإعلام الرسمي، الممول من جيوب المواطنين.
هذا الخلل لا يمكن أن يُعزى مرة أخرى إلى نقص الموارد البشرية أو الإمكانيات التقنية، بل يعكس بصراحة ضعف الرؤية التخطيطية، وعدم تقدير المسؤولين للحدث الوطني، وغياب الإحساس بالفرحة الشعبية، التي كانت لتصبح مادة إعلامية قوية تعزز صورة الوطن وتوثق لحظة تاريخية نادرة، ويكفينا هنا فخرا بالإلتفاتة المولوية المؤثرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي أبلغهم تهانيه وفرحته في الوقت المناسب، دون ادنى تأخير .
وماذا عسانا أن نقول ونحن على بعد يومين من الحدث الأفريقي المرتقب؟
الله يحد الباس… والله يدوز كأس إفريقيا بخير.

