الگارح ابو سالم
حضر وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، مراسيم تتويج المنتخب المغربي الرديف بكأس العرب، في خطوة أثارت تساؤلات لدى جزء من الرأي العام حول دلالات هذا الحضور وتوقيته ،حيث لوحظ غياب الوزير الوصي .
من الممكن قراءة هذه المشاركة في إطار التمثيل الرسمي للدولة المغربية في تظاهرة رياضية عربية كبرى، خصوصًا أن مثل هذه المناسبات لم تعد تقتصر على بعدها الرياضي، بل أضحت فضاءً لتبادل الخبرات والتجارب في مجالات التنظيم، وتدبير الحشود، والتنسيق الأمني المرتبط بالتظاهرات الكبرى.
ويأتي هذا في سياق استعداد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا، وهو استحقاق قاري يفرض تعبئة شاملة، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل أيضًا على مستوى التنظيم والأمن واللوجستيك. وفي هذا الإطار، يُرجّح أن تكون المناسبة قد شكّلت فرصة لإجراء مباحثات مع مسؤولين من دول شقيقة حول سبل تأمين التظاهرات الرياضية وتبادل التجارب في هذا المجال.
ولا يخفى أن التجربة المغربية في تدبير الأمن خلال التظاهرات الكبرى حظيت، في مناسبات عديدة، باهتمام واعتماد عربيين، سواء من خلال الاستشارة أو نقل الخبرة، ما يجعل حضور مسؤولين مغاربة في مثل هذه المحافل جزءًا من دينامية تعاون إقليمي قائم على تبادل التجارب الناجحة.
وبناءً عليه، يمكن فهم حضور وزير الداخلية في تتويج المنتخب الرديف ضمن منطق مؤسساتي واستباقي، يرتبط بسياق إقليمي أوسع، وباستعدادات المغرب لاستحقاقات رياضية كبرى، ويعكس دورًا يتجاوز حدود التشريف إلى منطق التنسيق والتخطيط