عقب تتويج المنتخب المغربي بلقب كأس العرب، سجل الإعلام الجزائري خروجًا غير معتاد عن خطابه التقليدي تجاه “أسود الأطلس”، إذ انتقلت بعض المنابر من منطق التجاهل أو التحفظ إلى خطاب يتضمن التهنئة والإشادة، في خطوة لافتة أعادت طرح أسئلة كثيرة حول خلفيات هذا التحول المفاجئ.
وخلال الساعات التي أعقبت التتويج، برزت تغطيات إعلامية جزائرية اعترفت صراحة بأحقية المنتخب المغربي في اللقب، وتناولت أداءه الفني داخل رقعة الميدان بلغة إيجابية، وهو ما شكّل قطيعة واضحة مع ممارسات سابقة كانت تتجنب الخوض في تفاصيل مباريات المغرب أو تكتفي بذكرها بشكل عابر.
اللافت أن قناتي “الشروق” و“الجزائر وان” اختارتا مقاربة مختلفة هذه المرة، حيث خصصتا حيزًا لتقييم المستوى الجماعي والفردي للاعبين المغاربة، مع تهنئة مباشرة على التتويج، في مشهد يعكس تغيّرًا في طريقة التعاطي الإعلامي مع الرياضة المغربية.
هذا التحول يأتي في سياق باتت فيه إنجازات الكرة المغربية تفرض نفسها بقوة على الساحة الإقليمية، وهو ما يجعل تجاهلها أو التقليل من شأنها أمرًا صعب التبرير أمام جمهور يتابع المنافسات لحظة بلحظة.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا الخطاب الجديد مجرد تفاعل ظرفي فرضه لقب عربي مستحق، أم أنه مؤشر على مراجعة أعمق لطريقة تناول الإعلام الجزائري للمنتخب المغربي، بما يفتح الباب أمام تعاطٍ رياضي أكثر اتزانًا وابتعادًا عن التوترات غير المرتبطة بالميدان.