القنيطرة : مع ارتفاع منسوب الأمن القضائي تتصاعد الفرملة باستعمال حملات التشهير
الكارح أبو سالم
يحتدم النقاش مرة أخرى ويرتفع السجال المشفوع بأسئلة مشروعة حول من هي الفئة المتضررة من أجواء الحزم القضائي الذي تعرفه دائرة الإستئناف بالقنيطرة ، وارتفاع منسوب أجواء النزاهة المرجوة والمتوخاة من القضاء بالشكل المطلوب لتعميم الطمأنية وخلق أجواء الحياة الهادئة و الإستكانة والسلامة ، والتي تمكنت أسماء بعينها من خلالها ان تنجح في استثباب هذا الوضع القضائي الصحي، كالاستاذ كريم آيت بلا القادم من قمة رئاسة النيابة العامة بالرباط وكيلا للملك بابتدائية القنيطرة والوكيل العام بمحكمة الاستئناف الدكتور عبد الكريم الشافعي الذي أتحف الساحة بموضوع الساعة المتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي وتحقيق النجاعة القضائية، والرئيس الاول بها الاستاذ بوشعيب محيب الرجل الحازم الصارم ، كما رئيس المحكمة الابتدائية الاستاذ محمد بنجلالي ، فقد تمكنوا جميعهم بلا استثناء رفقة الطاقم القضائي المرافق من احتواء الوضع الاجتماعي ومحاربة الجريمة بلا هوادة ، ولعل الاحصائيات المتوفرة بالأرقام تشهد على التراجع الكبير والملموس لها ، لكن لا وجود لنجاح بدون ثمن ، والثمن هو عودة الدسائس المغرضة والتشهير والافتراءات .
مناسبة نزول هذه التوطئة ، هو مايتعرض له الأستاذ عبد الصديق فضيلات نائب وكيل الملك من حملة عشواء وترويج افتراءات ومغالطات للمس بشخصه اولا ، وباستقامته ومهامه ثانيا ، ورغم أن الأسباب مجهولة ، فإن مابات معلوما هو انه كلما ارتفع منسوب القضاء النزيه والصرامة إلا وقابلته عصا العرقلة بشتى الطرق المبيتة .
ولازلنا نستحضر هنا ، الحملة التي عانى منها سابقا الفقيه القاضي عبد الرزاق الجباري قوبلت برد رادع ، وما قام به ولازال نادي قضاة المغرب من أجل استئصال ظاهرة التشهير والافتراء عبر وسائل التواصل يوضع حلول زجرية صارمة لها ، والسؤال الشرعي الذي طرحه أحد القضاة عن صمت المؤسسات المعنية عن هذا التعدي الذي استفحل بشدة تاركة الحبل على الغريب كما يقول المثل .

الدكتور امحمد عبد النباوي الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية
وادا كان الإعلام يتابع كل صغيرة وكبيرة ، وينبري إلى كتابة العناوين المثيرة بالبنض العريض لكل الاختلالات ومتابعة المحاكمات وخلق النقاش العمومي ، فلا ضرر أن يساهم من زاويته المتواضعة كسلطة رابعة في إثارة كل ما يسيئ للمؤسسة القضائية والقضاة النزهاء الذي يعرف قبضة حديدية في التدبير والتسيير ومحاصرة الفساد – الذي لايراه وهبي وزير العدل وطالب بطلاء فمه بأحمر الشفاه إذا ما تم ضبطه – في ظل حكامة الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية الدكتور امحمد عبد النباوي ، ولعل تقارير نتائج جلسات المجلس لا تخلو من قرارات واضحة تنشر علانية أمام الرأي العام لخلاصات المجالس التأديبية في حق القضاة المخلين بمهامهم ، حيث لايتوانى قيد أنملة في الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه إستغلال مهامه لإشباع أطماع شخصية تمس بالنزاهة على حساب العدل .
وتأسيسا على ما سبق ، فمن الطبيعي جدا أن مسار هذا التشهير والاعتداء الذي طال الاستاذ الصديق لن يكون مآله إلا كمآل ما سبقه من انهزام الحملات في حق العديد من القضاة بربوع الـمملكة ، وأن رأس ماله من العزة والرفعة والحكمة تعتبر سدا منيعا أمام المحاولات الفاشلة التي تطارده ، لكن ما يحز في النفس هو الطفيليات التي قد تنتج عن نيران صديقة من داخل الجسم القضائي تغذي هذه الهجمات ، فتلكم قصة أخرى لن يخوض أغوارها عدا القضاة أنفسهم وعلاجها من داخل المطبخ الخاص بهم .
