مرة أخرى، يثبت الإطار المغربي مكانته في الساحة الكروية العربية، وهذه المرة عبر توقيع جمال السلامي على إنجاز جديد مع المنتخب الأردني، بعدما قاده للتأهل المبكر إلى ربع نهائي كأس العرب إثر فوز واضح المعالم على الكويت بثلاثة أهداف لواحد.
منذ صافرة البداية، ظهر أن “النشامى” دخلوا المواجهة بثقة مدروسة، تُرجمت إلى هدف أول حمل توقيع مهند أبو طه في الدقيقة 17، ليمنح فريقه أفضلية ذهنية عززها اللاعبون بقتالية عالية. ومع مطلع الشوط الثاني، عمّق أحمد سلامة الروسان الفارق بهدف ثانٍ في الدقيقة 49، مكرسًا التفوق التكتيكي الذي رسمه السلامي منذ الدقائق الأولى.
ورغم محاولة الكويت العودة في النتيجة عبر هدف يوسف ناصر قبل ست دقائق من نهاية الوقت الأصلي، إلا أن المنتخب الأردني أبقى الأمور تحت سيطرته، ليختتم علي علوان الأمسية بهدف ثالث من نقطة الجزاء في اللحظات الأخيرة (90+6)، ليعلن رسميًا العبور إلى دور الثمانية بست نقاط كاملة.
الأداء الذي ظهر به الأردن لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة قراءة هادئة، وخبرة تدريبية يعرفها الجمهور المغربي جيدًا من خلال تجارب السلامي السابقة مع الفئات السنية للمنتخب الوطني، ومع أندية البطولة الاحترافية.
هذا التألق يعيد إلى الواجهة سؤالًا قديمًا متجدّدًا: لماذا ينجح المدرب المغربي حين تتاح له بيئة عمل مهنية، وتفويض كامل للصلاحيات؟
فبعدما بصم وليد الركراكي على الإنجاز التاريخي في كأس العالم، وواصل حسين عموتة مساره القاري، يأتي جمال السلامي ليؤكد أن المدرسة المغربية ليست استثناءً ظرفيًا، بل مسارًا متماسكًا يسير بثبات.
بفضل هذا الانتصار، يتصدر الأردن المجموعة الثالثة بست نقاط، تاركًا خلفه مصر والكويت بنقطة واحدة لكل منهما، بينما تقبع الإمارات بدون رصيد.
وبين أرقام صلبة وأداء متزن، يبرز اسم السلامي كأحد العناوين الكبيرة في البطولة، في انتظار ما سيقدمه في الأدوار المقبلة.
