بشرى كربوبي تُعلن اعتزالها… نهاية مسار دولي يكشف أزمة داخل التحكيم المغربي

0

في تطور أثار الكثير من ردود الفعل في الأوساط الرياضية، أعلنت الحكمة الدولية المغربية بشرى كربوبي اعتزالها النهائي لميدان التحكيم، منهية بذلك مسيرة طويلة امتدت لربع قرن، كانت خلالها إحدى أبرز الوجوه التي مثلت المغرب قارياً ودولياً، وحققت حضوراً أثبت مكانتها بين أفضل الحكام في إفريقيا والعالم. ورغم أن القرار بدا مفاجئاً للعديد من المتابعين، فإن الرسالة التي وجهتها كربوبي إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كشفت جانباً من الأسباب التي دفعتها إلى وضع حد لمسارها.

وأوضحت كربوبي في رسالتها أنها أصبحت خلال الفترة الأخيرة محاطة بما وصفته بـ”ممارسات” صادرة عن مدير المديرية التقنية الوطنية للتحكيم وبعض أعضائها، معتبرة أن هذه السلوكات أضرّت بمسارها وشوشت على ما حققته من إنجازات، بل وأثرت على مشروعها الرياضي برمته. هذا الجو المشحون، تضيف الحكمة الدولية، جعل مواصلة المشوار في مثل هذه الظروف أمراً غير ممكن بالنسبة لها، ما دفعها إلى اتخاذ قرار الاعتزال رغم أهميته وحساسيته في هذه المرحلة من مسيرتها.

ورغم تركيزها على ما تعرضت له من تضييقات، لم تغفل كربوبي الإشادة بالدعم الذي تلقته من الجامعة منذ بداياتها الأولى، مؤكدة أن ما وصلت إليه من إشعاع دولي كان ثمرة هذا الدعم وجهود الجميع لخدمة كرة القدم الوطنية. غير أن الرسالة التي ختمت بها مشوارها حملت لهجة صارمة تجاه من تسببوا في ما وصفته بالأذى، إذ قالت: “يا من آذيتمونا ممعنين، لا تطمئنوا، فأنتم حاضرون في كل سجدة وفي كل صلاة، وسيحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين، وحسبي الله ونعم الوكيل.” وهي كلمات عكست حجم المرارة التي رافقت قرارها.

ويأتي هذا الاعتزال بعد فترة قصيرة من استبعادها من إدارة مباريات البطولة الاحترافية، إضافة إلى إقصائها من المشاركة في كأس العالم لأقل من 20 سنة بالشيلي، رغم مسارها المتميز ومشاركتها في كبرى المنافسات الدولية. وكانت كربوبي قد توجت خلال السنة الماضية بجائزة أفضل حكمة إفريقية لسنة 2024 خلال حفل جوائز “الكاف” في مراكش، وذلك تقديراً للأداء الكبير الذي قدمته في عدة مباريات كبرى، سواء في كأس إفريقيا للأمم أو دوري أبطال إفريقيا أو الألعاب الأولمبية باريس 2024، فضلاً عن مشاركتها في كأس العالم للسيدات بأستراليا.

وهكذا تسدل بشرى كربوبي الستار على مسيرة استثنائية بصافرة حملت الفخر للمغاربة، لكنها تنتهي اليوم بنبرة حزينة ورسالة تحمل الكثير من الإشارات حول وضع التحكيم الوطني وما يجري داخله، في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من تفاصيل قد تُسلّط مزيداً من الضوء على ما عاشته إحدى أبرز الحكام في تاريخ كرة القدم المغربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.