باتت شوارع مدينة طنجة, تعج بأطفال على قارعة الطريق يمتهنون التسول سواء رفقة أحد والديهم او بمفردهم, في مظهر يمس بصورة مدينة تتطلع إلى العالمية, وعلى بعد أيام من احتضان منافسة قارية سيحج إليها المئات من الزوار من خارج المملكة.
كاب 24 وخلال جولة مسائية أمس الثلاثاء, بالشوارع الرئيسية لعروس الشمال, عاينت عددا من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارها 5 او 6 سنوات, و في توقيت متأخر وفي عز البرد القارس, يلبسون ملابس رثة إما يتسولون المارة من أجل دريهمات, او يلتصقون بمن يمر بهم طمعا في بيع بعض المنتوجات الورقية, وأيضا بصيغة التسول, بدل ان يكون في منازلهم وقد راجعوا دروسهم وناموا للاستيقاظ للذهاب إلى مدارسهم.
مناظر أثارت استفزاز بعض المارة الذي اضطر أحدهم إلى التوجيه اللوم لأم تتسول بطفلتها التي لم تتجاوز سن الرابعة, والتي كانت في وضع مزر, وهي ترتجف من البرد على اعتبار أنها تغامر بطفلتها القاصر.
مناظر تتكرر بشكل يومي وتثير في كل مرة استنكار الشارع الطنجاوي وحتى الزوار,, الذين يعتبر الكثير منهم ان هذه الظاهرة في كثير من الأحيان لا تمارس بدافع الحاجة والفقر, بقدر ماهي أصبحت مهنة ما لا مهنة له, بل وحتى من يستطيع ان يحصل على مهنة بات يفضل التسول لما يجنيه بسهولة وبرودة ودون تعب, حتة وإن كان عن طريق استغلال الأطفال.
الاستنكار لم يكن وحده المثار في الشارع الطنجي, بفدر ما أثير تساؤل آخر عن الدور الحكومي وتحديا دور وزارة الاسرة والتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة, في حماية هؤلاء الأطفال, من الاستغلال في التسول وتوفير حماية لهم, من خلال سياساتها التي تبقى مجرد شعارات لا أصل لها على أرض الواقع.

