بايتاس يدافع عن البرنامج الحكومي والمغاربة يقيسونه بميزان الحياة اليومية

0

مع اقتراب محطة انتخابية جديدة، عاد مصطفى بايتاس للحديث عن طبيعة المرحلة السياسية التي يمر منها المغرب، معتبرًا أن النقاش العمومي أصبح أكثر حساسية بفعل ما يرافقه عادة من رهانات ومحاولات التأثير، غير أن الصورة خارج القاعات التي تُنظَّم فيها لقاءات الأحزاب تبدو مختلفة،  فالكثير من المغاربة يتابعون هذا الخطاب بقدر من التحفظ، متسائلين عما إذا كانت الولاية الحالية قد نجحت فعلًا في تلبية التطلعات التي رفعتها عند بداية المسار.

خلال لقائه بمدينة فاس، شدد بايتاس على أن تقييم العمل الحكومي يجب أن يستند إلى ما تضمنه البرنامج الحكومي من التزامات، لا إلى المشاكل المتراكمة منذ عقود. ورغم أن هذا الطرح يبدو منطقيًا من الناحية التقنية، فإن الشارع لا يشتغل بالمنطق نفسه، فالمواطن يقارن وعود الأمس بواقع اليوم، وينظر إلى أثر القرارات الحكومية على وضعه المعيشي بشكل مباشر، بعيدًا عن لغة الأرقام وجداول الإنجازات.

الحكومة تعتبر أن ما تحقق في السنوات الأخيرة غير مسبوق، سواء تعلق الأمر بتعميم التغطية الصحية أو إطلاق الدعم الاجتماعي بصيغته الجديدة أو الرفع من ميزانيات التعليم والصحة إلى مستويات مرتفعة.

كما يشير الخطاب الرسمي إلى أن الحوار الاجتماعي حقق التزامات مالية مهمة لم يسبق أن عرفتها البلاد خلال السنوات الماضية، في إشارة إلى الاتفاق الذي تجاوزت كلفته عشرات المليارات.

لكن رغم ذلك، لا تزال التساؤلات متواصلة حول مدى انعكاس هذه الجهود على حياة المغاربة، خصوصًا أن العديد منهم لا يشعر بأن جيبه استفاد من أي تحسن يُذكر، وأن الخدمات الاجتماعية ما تزال في حاجة إلى إصلاحات أعمق.

وفي الوقت الذي تركز فيه الحكومة على ربط عدد من الإشكالات بالسياق العالمي أو الإرث التاريخي، يتجه جزء واسع من النقاش الشعبي نحو مساءلة الأداء الحالي مباشرة، دون فصل بين ما هو بنيوي وما هو ظرفي.

ومع مرور الوقت، أصبحت بعض الملاحظات التي يعبر عنها المواطنون تُظهر أن علاقة الشارع بالحزب الذي يقود الحكومة ليست في أفضل حال، حتى وإن لم يُعلن ذلك صراحة في النقاش السياسي الرسمي.

وبين خطاب يحاول طمأنة الرأي العام وواقع يزداد تعقيدًا لدى المواطنين، تبدو الحكومة مطالَبة بإقناع المغاربة الذين لم يعد يكتفيهم التفسيرات التقنية، بل يبحثون عن نتائج ملموسة واضحة في مستويات العيش والخدمات الأساسية.

ورغم أن بايتاس يؤكد أن إصلاح الاختلالات التاريخية يستغرق سنوات طويلة، فإن المزاج العام اليوم يعكس نفادًا متزايدًا للصبر، خصوصًا مع ارتفاع سقف الوعود التي قُدمت قبل سنوات قليلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.