كاب 24
في قلب مدينة الناظور، تم تكريم الشاعرة والأميرة الدكتورة سعاد الصباح يوم السبت 15 نونبر، في مهرجان سينما الذاكرة المشتركة في دورته الـ14. الدورة التي حملت شعار “الوفاء للوفاء” كانت مناسبة للاحتفاء بالقيم الإنسانية السامية، حيث تم تكريم شخصيات تركت بصمات واضحة في مجال الأدب والثقافة، فكان تكريم سعاد الصباح بمثابة تكريم للأدب العربي الذي لطالما دافع عن الحرية وكرامة الإنسان.
سعاد الصباح، التي امتدت مسيرتها الأدبية لأكثر من خمسين عامًا، تعتبر واحدة من أبرز الشاعرات في العالم العربي. كانت دائمًا في طليعة المدافعين عن حقوق المرأة والمجتمع، ونجحت في تحويل شعرها إلى أداة فعّالة لنشر قيم السلام والمساواة. لا يقتصر تكريمها على كونها شاعرة بارزة، بل هو احتفاء بمن جعلت من الكلمة سلاحًا ضد الظلم، وحاملًا لقيم الإنسانية.
في كلمته خلال الحفل، أكد رئيس مهرجان سينما الذاكرة المشتركة، السيد عبد السلام بوطيب، أن تكريم سعاد الصباح ليس مجرد احتفاء بشاعرة، بل هو تكريم لرمز فكري ترك بصمة واضحة في الأدب والثقافة العربية. وأوضح أن سعاد الصباح “كتبت بشجاعة، ودافعت بجرأة، وأصرت أن يكون للكلمة دور في صناعة السلام”، مشيدًا بما قدمته من إسهامات فكرية جعلتها نموذجًا للأجيال القادمة.
الحفل الذي شهد حضور شخصيات ثقافية وفكرية مرموقة من جميع أنحاء العالم، كان فرصة للتأكيد على تأثير سعاد الصباح في الوعي الثقافي والإنساني. الأدباء من أوروبا وأفريقيا أثنوا على دورها في تجاوز حدود الشعر، معتبرين أن تجربتها تمثل جسرًا بين الأجيال والثقافات. لقد كانت دائمًا صوتًا مدافعًا عن القضايا العربية والعالمية، ما جعل حضورها الثقافي يحظى بتقدير عالمي واسع.
تكريم سعاد الصباح لم يكن الحدث الوحيد في هذه الاحتفالية، حيث تم أيضًا تكريم الأستاذ عبد القادر بحياتي، المحامي والنقيب السابق لهيئة المحامين بالناظور. جاء تكريمه تقديرًا لمسيرته المهنية المليئة بالعطاء والالتزام بالقيم الإنسانية. لم يكن تكريمه مجرد احتفاء بمهنة المحاماة، بل كان تقديرًا لإصراره على تحقيق العدالة والوقوف في وجه الظلم طوال سنوات من العمل القانوني المتفاني.
كانت هذه الاحتفالية في الناظور بمثابة لحظة ثقافية وإنسانية غنية، حيث تم تكريم شخصيات تلعب دورًا محوريًا في نشر قيم الأدب والعدالة. وقد أثبتت هذه المناسبة أن التكريم ليس فقط للاحتفاء بالإنجازات، بل هو أيضًا اعتراف بالجهود المستمرة في خدمة المجتمع وتعزيز المبادئ الإنسانية.