بعد أحد عشر عاماً من التخفي داخل مخيم عين الحلوة في صيدا، أنهى الفنان اللبناني فضل شاكر فصلاً طويلاً من الغياب بتسليم نفسه طوعاً للجيش اللبناني، في خطوة فاجأت الأوساط الفنية والإعلامية على حد سواء.
مصادر أمنية أكدت أن شاكر، البالغ من العمر 56 عاماً، توجه صباح السبت إلى أحد الحواجز العسكرية المعروفة باسم “الحسبة” على مدخل المخيم، حيث تم استقباله من قبل عناصر من استخبارات الجيش الذين نقلوه بهدوء إلى وجهة لم يُكشف عنها.
شهود عيان تحدثوا عن مشهد غير مألوف، إذ بدا الفنان في حالة من الهدوء والرضا، وهو يتبادل الحديث مع مرافقيه قبل لحظة توقيفه.
ويأتي هذا التطور بعد سنوات من الملاحقة على خلفية تورطه المزعوم في أحداث عبرا عام 2013، التي اندلعت بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير، وأسفرت عن مقتل 18 جندياً.
عقب تلك الأحداث، توارى شاكر عن الأنظار داخل المخيم، مستفيداً من خصوصية وضعه الأمني الذي يمنع الجيش من دخوله.
عرف فضل شاكر قبل ذلك كأحد أبرز الأصوات الغنائية في العالم العربي، إذ صعد نجمه في تسعينيات القرن الماضي بأغاني عاطفية خلدتها الذاكرة الجماعية، قبل أن يعلن اعتزاله الفن عام 2012 ويتجه إلى خطاب ديني متشدد إلى جانب الأسير.
وفي السنوات الأخيرة، عاد اسمه للواجهة بعد محاولاته استئناف نشاطه الفني من داخل المخيم عبر نشر أعمال غنائية جديدة، لاقت تفاعلاً كبيراً على المنصات الرقمية، خاصة تلك التي شارك فيها نجله محمد.
تسليم شاكر نفسه يفتح اليوم صفحة جديدة من مساره المثير للجدل، بينما يترقب الشارع اللبناني نتائج التحقيقات القضائية، وما إذا كانت ستعيد شاكر الأب إلى الحرية والفن، أم ستغلق نهائياً باب العودة إلى الأضواء التي غاب عنها لأكثر من عقد.

