طريق الموت بين تطوان وطنجة.. إلى متى نزيف الأرواح؟‎

0
كاب – مراد الأندلسي
مرة أخرى، تتحول الطريق الوطنية الرابطة بين تطوان وطنجة إلى مسرح دموي لحوادث السير، وهذه المرة على مستوى جماعة عين لحصن، حيث اصطدمت مساء السبت سيارتان كبيرتان لنقل الركاب في مشهد مروّع يعكس هشاشة البنية الطرقية وسوء المراقبة.
الحادث، الذي خلّف عدداً من الإصابات الخطيرة ونقل المصابين بشكل مستعجل إلى المستشفى، ليس مجرد واقعة عابرة تُسجَّل في محاضر الضابطة القضائية، بل هو ناقوس خطر يُدق بعنف، ليُعيد إلى الواجهة أسئلة ملحّة: إلى متى ستبقى طرقات الشمال فخاخاً قاتلة تحصد الأرواح وتترك العشرات بين الحياة والموت؟
السلطات المحلية، عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية حضروا على وجه السرعة، نظموا حركة المرور وأمّنوا عملية إجلاء المصابين، لكن ما جدوى التدخلات المتأخرة إن كانت المآسي تتكرر بنفس السيناريو القاتل؟
إن المسؤولية مشتركة، تبدأ من ضعف المراقبة الطرقية وتهاون بعض السائقين في احترام قوانين السير، ولا تنتهي عند غياب إصلاحات جوهرية للبنية التحتية، التي تحولت إلى “مقابر مفتوحة” للركاب العابرين.
اليوم، لم يعد مقبولاً أن يُختزل الأمر في بلاغات روتينية أو لجان تحقيق لا ترى نتائجها النور. فالمطلوب قرارات حازمة: صيانة الطرق، فرض مراقبة صارمة على النقل العمومي، ومحاسبة كل من يستهتر بأرواح الأبرياء.
لقد آن الأوان لوقف نزيف الدم على طرقاتنا. فكم من أسرة ستُفجع بعد، وكم من دمعة ستُذرف، قبل أن تتحرك الدولة بجدية لحماية مواطنيها من “طريق الموت”؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.