سجلت العلاقات المغربية الأوروبية خلال سنة 2024 تحولاً لافتاً، تُرجم عملياً عبر الأرقام المتعلقة بالتأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة. فبحسب ما كشفه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، تجاوز عدد التأشيرات الصادرة عن دول الاتحاد الأوروبي 606 آلاف تأشيرة، في مؤشر على تحسن ملموس في مسار التعاون بين الطرفين.
وتصدرت فرنسا قائمة الدول الأوروبية المانحة، إذ لوحدها منحت ما يقارب 284 ألف تأشيرة، أي ما يعادل 46 في المائة من إجمالي التأشيرات الأوروبية الموجهة إلى المغاربة. الرقم يعكس زيادة بـ 17 في المائة مقارنة بسنة 2023، ليجعل المغرب المستفيد الأول إقليمياً من التأشيرات الفرنسية.
دلالات سياسية ودبلوماسية
يرى بوريطة أن هذه المعطيات لا تعكس فقط حركة تنقل الأفراد، بل تؤشر كذلك على رغبة سياسية مشتركة بين الرباط وباريس لتجاوز مرحلة التوتر التي خيمت سابقاً على هذا الملف.
كما شدد الوزير على أن قضية التأشيرات تبقى مسألة سيادية لكل دولة، غير أن المغرب يتعامل معها وفق مقاربة شمولية تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل وتراعي الاعتبارات السياسية والاقتصادية والعلاقات الثنائية.
إصلاحات داخلية ورؤية استراتيجية
تعمل المملكة على تحديث سياستها الخاصة بالتأشيرات من خلال اعتماد الرقمنة وتوسيع الخدمات الإلكترونية، بما يضمن الانفتاح على العالم دون التفريط في متطلبات السيادة الوطنية.
وأكد الوزير أن مراقبة أداء البعثات الأجنبية بالمغرب مستمرة لضمان معالجة الملفات في آجال معقولة واحترام كرامة المواطن، خاصة بالنسبة للطلبات ذات البعد الإنساني مثل العلاج أو متابعة الدراسة.
جواز السفر المغربي في صعود
لم يقتصر التحسن على ملف التأشيرات فقط، بل شمل أيضاً ترتيب جواز السفر المغربي الذي بات ضمن أقوى 70 جواز سفر في العالم، وهو ما يعكس تنامي الثقة الدولية في المغرب وقدرته على نسج شراكات قوية ومتنوعة.