الكاب 24/ مراد الأندلسي
ما يحدث اليوم للمغرب التطواني ليس مجرد أزمة تسيير أو عثرة رياضية… إنه اغتيال بدم بارد لتاريخ مدينة، وجريمة رياضية مكتملة الأركان يتواطأ فيها الصمت مع الإهمال، ويشارك في تفاصيلها كل من اختار أن يدير ظهره لفريق عمره أكثر من قرن.
منذ أن تسلّم خالد فوهامي مهمة التدريب، وحكيم بن صديق منصب المدير الرياضي، انتظرنا بداية جديدة تليق باسم النادي. لكن سرعان ما تحوّل الحلم إلى كابوس: تعاقدات عشوائية رغم الخزينة الفارغة، عقوبات متلاحقة، وتسيير في الظلام دون أدنى احترام لحق الجمهور في المعلومة.
ثم جاءت الجريمة الكبرى: بيع أبناء المدرسة التطوانية، الذين هم الثروة الحقيقية للنادي، في صفقات مشبوهة، بلا أرقام، بلا شفافية، وكأنهم مجرد أوراق تتطاير مع الريح.
أما السلطات المحلية والجهات الرسمية؟ فالصمت هو سيد الموقف. عمالة تطوان، المجلس الإقليمي، رئاسة الجهة… غائبون تماماً، وكأن المغرب التطواني لا يمثل واجهة المدينة ولا يعكس تاريخها الرياضي. ألهذه الدرجة أصبح تدمير الفريق مسألة لا تهم أحداً؟
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، اختفى مشروع الملعب الكبير في ظروف غامضة، لتُدفن معه فرصة تطوان في احتضان مباريات كأس العالم 2030، رغم موقعها الاستراتيجي وقربها من أوروبا.
اليوم، من يراقب المشهد يدرك أن الأمر أخطر من مجرد أزمة… نحن أمام عملية منهجية لطمس هوية فريق صنع المجد جيلاً بعد جيل، وواجه عمالقة الليغا على أرضية لا إيبييكا وفاريلا، ليجد نفسه اليوم غارقاً في الفوضى، محاطاً بمتفرجين بلا ضمير.
هذا نداء مفتوح: إلى الجماهير، رجال الأعمال، المنتخبين، وكل من بقي في قلبه ذرة غيرة على تطوان… تحركوا الآن قبل أن نصحو غداً على خبر موت المغرب التطواني. فالتاريخ لا يرحم، والأجيال لن تغفر لمن باعوا النادي وسكتوا عن جريمة اغتياله.
