إفتتاح ملعب مرتيل يشعل الجدل.. حين يغيب أبناء المدينة وتحضر “الوجوه الرقمية”
كاب24 – مراد الأندلسي
وسط ترقب كبير من أبناء مدينة مرتيل لإفتتاح ملعبهم البلدي الجديد، الذي طال انتظاره لأزيد من عشر سنوات، إندلع جدل واسع رافق الترتيبات المتعلقة بهذه المحطة المنتظرة، بعد أن تم تغييب عدد من الفعاليات الرياضية والجمعوية المحلية، لصالح وجوه معروفة في عالم “السوشيال ميديا” والفن، أغلبها من خارج المدينة.
وأثار هذا الإقصاء، حسب ما جاء في بلاغ مشترك لعدد من الإطارات الرياضية والثقافية والجمعوية بالمدينة، موجة استياء واسعة في أوساط المهتمين بالشأن الرياضي، خاصة أولئك الذين ساهموا لسنوات في بناء الفعل الرياضي بمرتيل، سواء كلاعبين أو مدربين أو مسيرين.
البلاغ وصف ترتيبات حفل الافتتاح بـ”اللامنصفة”، معتبراً أن دعوة أسماء مؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي، مع إقصاء قدماء اللاعبين وفعاليات المدينة، يعد استخفافاً بذاكرة رياضية محلية طويلة، وانحرافاً عن روح الاعتراف والعرفان التي يفترض أن تواكب هكذا مناسبات.
الأكثر من ذلك، عبّر البلاغ عن أسفه لما وصفه بـ”السلوك الإداري غير المبرر”، بعد أن رفض باشا المدينة استقبال وفد يمثل بعض قدماء اللاعبين والفعاليات الرياضية، كانوا ينوون فقط الاستفسار عن سبب هذا الإقصاء. الرد الرسمي كان بأن المسؤول “مشغول بالتحضيرات لعيد العرش”، وهو ما اعتبره البعض “ذريعة غير مقنعة” في ظرف حساس يتطلب الإنصات والحوار.
ومن زاوية أعمق، يطرح هذا النقاش المتفجر في مرتيل تساؤلات حول من يملك حق تمثيل المدينة في محطاتها المفصلية، ومن يقرر من يُحتفى به ومن يُقصى. هل هي المؤسسات المنتخبة؟ السلطات المحلية؟ أم جهات تنظيمية خارجية تعتمد معايير الشهرة و”التأثير الرقمي” بديلاً عن الانتماء والإنجاز؟
وفي خلفية هذا الجدل، يظل الملعب البلدي الجديد بمرتيل مكسباً كبيراً للمنطقة ولشبابها، غير أن طريقة تدبير حدث افتتاحه كشفت عن أزمة ثقة بين عدد من مكونات المدينة ومَن أوكلت إليهم مهام التنظيم. وهي إشارة تنبّه إلى ضرورة إعادة النظر في أساليب التفاعل مع المجتمع المحلي، خاصة حين يتعلق الأمر بمنجز جماعي انتظرته الأجيال وتعب لأجله كثيرون.
ختامًا، يبدو أن ما كان من المفترض أن يكون لحظة فرح جماعي وتحقيق لحلم رياضي مؤجل، تحول إلى مصدر إحباط وغضب، بعدما شعر كثيرون بأن مدينتهم كانت غائبة في لحظة كان من الواجب أن تكون حاضرة بكل مكوناتها.

