في خطاب وُصف بالقوي والمتوازن، تطرق الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش إلى ثلاثة محاور أساسية شكلت العنوان العريض للمرحلة المقبلة: محاربة الفقر في العالم القروي، تحسين العلاقات مع الجزائر، والدفاع عن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وأكد الملك أن بعض المناطق، خصوصاً في العالم القروي، لا تزال تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب ضعف البنيات التحتية وغياب المرافق الأساسية، داعياً إلى نقلة نوعية في التأهيل الشامل للمجالات الترابية وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية.
وفي هذا الإطار، دعا العاهل المغربي إلى اعتماد مقاربة جديدة في التنمية المجالية ترتكز على خصوصيات كل منطقة وتقوم على تنسيق الجهود وتوجيهها نحو مشاريع ملموسة تستهدف بالأساس دعم التشغيل والخدمات الاجتماعية والماء والتعليم.
وفي سياق الحديث عن علاقات المغرب الإقليمية، جدّد الملك محمد السادس التأكيد على أن يده ممدودة للجزائر، قائلاً إن “الشعب الجزائري شعب شقيق تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة”، مشدداً على انفتاح المغرب على “حوار صريح ومسؤول” لتجاوز الوضع المؤسف بين البلدين، ومؤكداً في الوقت نفسه التمسك بمشروع الاتحاد المغاربي.
وفي الملف الإقليمي الأبرز، عبّر الملك عن اعتزاز المغرب بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في الصحراء المغربية، موجهاً الشكر للمملكة المتحدة والبرتغال على مواقفهما الداعمة، ومؤكداً أن الحل يجب أن يكون توافقياً “لا غالب فيه ولا مغلوب”، بما يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
وفي ختام الخطاب، وجّه الملك تحية تقدير لكل مكونات القوات الأمنية والعسكرية، مستحضراً أرواح الملوك الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، ومؤكداً استمرار المغرب على درب البناء والتضامن والوحدة.

