في جريمة لا توصف سوى بالبشعة، اهتزّت جماعة أولاد ازباير بإقليم تازة على وقع خبر العثور على جثة طبيبة شابة كانت مفقودة منذ أيام، مدفونة في ظروف غامضة قرب بيت زوجها.
الطبيبة، واسمها هدى أوعنان، كانت تعمل في المستشفى الغساني بفاس. شابة معروفة بين زملائها بحبها للمهنة واحترام الناس لها. لم تكن تُثير أي مشاكل، ولا شيء كان ينبئ بهذه النهاية المأساوية.
ما أثار الانتباه منذ البداية، هو أن بلاغ اختفائها لم يأت فقط من والدها، بل أيضًا من زوجها، الذي ما لبث أن اختفى هو الآخر، إذ غادر إلى فرنسا ساعات قليلة فقط بعد تقديم البلاغ. هذه التفاصيل، وإن بدت غريبة، كانت بداية خيطٍ كشف لاحقًا عن كثير من الغموض.
التحقيقات الأمنية لم تتأخر. تم تتبع هاتف الطبيبة، واستخدمت الشرطة كلابًا مدرّبة للبحث، حتى تم الوصول إلى مكان دفن الجثة، قرب بيت الزوج، وسط ذهول الأسرة والجيران.
السلطات تواصل حاليًا أبحاثها لمعرفة كل ما حصل. من يقف وراء هذه الجريمة؟ ولماذا؟ وماذا كان الدافع لإنهاء حياة طبيبة في بداية مشوارها؟
أسئلة كثيرة، وألم أكبر، تركته هدى خلفها.. ضحية جديدة تضاف إلى لائحة طويلة من النساء اللواتي رحلن في صمت، بينما لا تزال العدالة في طور البحث عن الحقيقة.

