يواصل شاطئ الدالية، الواقع بالساحل المتوسطي شمال المملكة، تعزيز مكانته كنموذج وطني في مجال السياحة المستدامة، وذلك بفضل جهود مؤسسة طنجة المتوسط التي تشرف على تأهيله منذ سنة 2015 في إطار البرنامج الوطني “شواطئ نظيفة”، الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وشهد الشاطئ يوم الخميس 17 يوليوز 2025 رفع اللواء الأزرق للمرة التاسعة على التوالي، في حفل حضرته السلطات المحلية وممثلو مؤسسة طنجة المتوسط، وهو تتويج دولي يمنح للشواطئ التي تلتزم بأعلى المعايير البيئية في ما يتعلق بجودة المياه، النظافة، السلامة، التهيئة والولوجيات، إلى جانب التوعية البيئية. ويعكس هذا التتويج المتواصل حرص المؤسسة على ضمان استمرارية الجودة والحفاظ على بيئة بحرية نظيفة وآمنة لفائدة المصطافين والزوار.
ومن خلال رؤية متكاملة، لا تقتصر جهود مؤسسة طنجة المتوسط على تأهيل الشاطئ من الجانب البيئي فحسب، بل تنخرط في مقاربة شمولية تروم تعزيز التنمية المحلية. إذ تعمل المؤسسة على إشراك الجمعيات والتعاونيات المحلية في تنظيم أنشطة توعوية وثقافية وتنشيطية، إلى جانب دعم المنتوجات المحلية من خلال فضاء مخصص للتسويق، ما يساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة وخلق فرص عمل موسمية لفائدة شباب المنطقة.
وقد شهد موسم صيف 2025 إطلاق مشاريع جديدة أغنت العرض الترفيهي والثقافي لشاطئ الدالية، من أبرزها المتحف البحري التفاعلي، الذي أُنشئ بالقرب من مدرسة الإبحار، ويهدف إلى تعريف الزوار بالتنوع البيولوجي البحري، مع التركيز على الكائنات المهددة بالانقراض، وذلك من خلال ورشات تربوية وعروض رقمية تفاعلية تتيح تجربة تعليمية ممتعة ومفتوحة أمام جميع الفئات.
كما تم افتتاح مكتبة رقمية متطورة توفر أكثر من 100 ألف عنوان بثلاث لغات هي العربية، الفرنسية والإنجليزية، وتتيح للزوار استخدام الحواسيب مجانًا لاكتشاف محتوى متنوع يلبي حاجيات مختلف الأعمار، ما يعزز من حضور الثقافة والمعرفة في الفضاء الشاطئي.
ولتشجيع نمط حياة صحي ونشيط، تم تجهيز فضاءات رياضية مفتوحة تضم معدات حديثة لممارسة التمارين البدنية، مع تعزيز الولوجيات الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال توفير ممرات مهيأة، كراسي عائمة، مرافق صحية مناسبة، ومرافقة ميدانية لضمان استفادتهم الكاملة من مختلف خدمات الشاطئ.
بهذا الزخم المتواصل من المشاريع والمبادرات، يكرس شاطئ الدالية موقعه كنموذج ملهم لشاطئ مستدام، شامل ومندمج، يعكس التزام مؤسسة طنجة المتوسط بقيم المواطنة والتنمية البيئية والاجتماعية، وفق رؤية منسجمة مع مبادئ المسؤولية المجتمعية التي تتبناها المجموعة.