مورسيا تشتعل لليوم الثالث: مهاجرون مغاربة يتعرضون لاعتداءات عنصرية متواصلة

0

تحوّلت بلدة توري باتشيكو الواقعة في إقليم مورسيا الإسباني إلى مسرح مفتوح لأعمال عنف مقلقة، بعدما اندلعت هجمات استهدفت الجالية المغربية، على خلفية واقعة اعتداء غامض تعرّض له مواطن إسباني مسن لم تُحدَّد هوية منفذيها بعد.

ليلة السبت الماضي، كانت بداية الانفجار، حبث خرجت مجموعات من اليمين المتطرف إلى الشوارع، مدفوعة بخطاب تعبوي، لتهاجم مهاجرين مغاربة في أحياء مختلفة من البلدة، وسط تواطؤ صامت من البعض، وغياب أي مسعى للتهدئة في لحظات كانت تنذر بالأسوأ.

المشاهد التي تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي كانت صادمة، حيث أن شبان يرتدون ملابس سوداء عليها رموز متطرفة، مقابل مهاجرين ملوحين بعلم المغرب في محاولة للدفاع عن أنفسهم، قاموا بتبادل الرشق، ويط الصرخات وفوضى امتدت إلى قلب البلدة.

بحسب وكالة “رويترز”، تم تسجيل خمس إصابات واعتقال شخص واحد على الأقل، فيما أعلنت مصادر رسمية أن توقيفات أخرى مرتقبة خلال الأيام المقبلة، في ظل استمرار التحقيقات الأمنية.

ماريولا جيفارا، ممثلة الحكومة المركزية في مورسيا، خرجت بتصريح حاسم جاء فيه أن “التحقيق جارٍ بشأن الاعتداء على المسن، لكن ذلك لا يبرر بأي شكل الهجوم على جالية بأكملها”، مؤكدة أن السلطات ستعزز وجود قوات الحرس المدني تحسبًا لأي موجات عنف إضافية.

المقلق أن هذه الأحداث لم تخرج من فراغ، بل سبقتها – وفق شهادات محلية – أيام من الاحتقان واحتكاكات عنصرية متفرقة، غذّاها تصاعد الخطاب اليميني في بعض المنابر المحلية، ومحاولات واضحة لتحويل واقعة فردية إلى ذريعة لتصفية حسابات جماعية مع المهاجرين.

في قلب العاصفة، المهاجرون المغاربة يعيشون لحظات خوف وترقّب، محاصرين بين اتهامات لم تُثبت بعد، وهجمات لا يبررها القانون ولا الإنسانية.

مورسيا، التي لطالما عُرفت بالتعايش الهش، قد تكون الآن في مفترق طرق خطير، ما لم تتدخل الدولة الإسبانية بحزم وتُعيد الانضباط إلى الشارع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.