شهدت مدينة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، حالة من الاستياء على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول مشاهد من تصوير فيلم إيطالي اعتُبرت “مستفزة” للهوية الثقافية والدينية للمكان.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، لحظة تبادل قبل بين ممثلين في ساحة عمومية بالمدينة، ما فجر موجة انتقادات حادة ضد الجهة المنتجة وطاقم العمل، وسط دعوات إلى احترام خصوصية المجتمع المغربي.
المشهد الذي أثار الجدل سرعان ما تحول إلى قضية رأي عام، خاصة بعد نشر الممثل الإيطالي ستيفانو أكورسي، أحد أبطال الفيلم، مقاطع ليلية من طنجة يتخللها صوت الأذان، وهو ما زاد من حدّة الانتقادات، إذ رأى فيه نشطاء محاولة للمزج غير المبرر بين مشاهد “حميمية” ومظاهر دينية، مما اعتبروه استفزازًا غير مقبول.
واعتبر العديد من المتفاعلين أن الأمر لا يدخل في خانة “الحرية الفنية”، بل في إطار “تعدٍّ على قيم المدينة وساكنتها”.
وفي المقابل، دافع بعض المتابعين عن تصوير الفيلم، معتبرين أنه يُسهم في الترويج لصورة طنجة كمدينة عالمية منفتحة على الإنتاجات السينمائية الدولية، غير أن الرأي الغالب، حتى في أوساط فنية وثقافية، شدد على أن الحرية الإبداعية ينبغي أن تراعي السياق الثقافي المحلي، خاصة في المشاهد التي قد تثير حساسية مجتمعية.
يُذكر أن تصوير الفيلم، الذي يمزج بين قصص الحب والصراعات العاطفية، سيمتد على مدى 8 أسابيع بين طنجة وروما، في إنتاج يُرتقب أن يثير مزيدًا من النقاش مستقبلاً، خصوصًا في ظل غياب توضيحات رسمية من الجهات المنظمة أو الداعمة لهذا المشروع الفني.
