في مداخلة صريحة وذات نبرة مباشرة، خرج الناخب الوطني وليد الركراكي عن صمته تجاه ما أسماه “اختلالات في الخطاب الإعلامي الوطني”، معبّرًا عن استغرابه من طريقة تعاطي بعض وسائل الإعلام المغربية مع عمله على رأس المنتخب الوطني، معتبرًا أن النقد تجاوز حدود الموضوعية، وغاب عنه التوازن والاعتراف بما تحقق ميدانياً.
وقال الركراكي، خلال لقاء جمعه بممثلي وسائل الإعلام الوطنية بمركب محمد السادس بسلا، إن ما يروج حول كونه مدربًا دفاعيًا لا يعكس المعطيات الواقعية، مؤكداً أن المنتخب أحرز خلال فترته 74 هدفًا في 37 مباراة، بمعدل تهديفي مرتفع واستحواذ فني يناهز 60%، وهو ما يفند حسب رأيه الخطاب الإعلامي المتكرر حول “غياب الأداء الهجومي”.
هذا واستغرب الرگراگي من اقتصار بعض التقييمات الإعلامية على مباراة واحدة ضد إسبانيا في مونديال قطر، دون الأخذ بعين الاعتبار السياق العام أو التطور الحاصل في أداء المنتخب.
كما فتح الناخب الوطني النار على التمييز في التعامل بين المدربين المحليين والأجانب، مُذكراً بأن الانتقادات التي وُجّهت إليه بعد الإقصاء من “كان” 2023 كانت أوسع وأشد من تلك التي طالت هيرفي رونار عقب خروجه من نسخة 2019، رغم تقارب الظروف.
وفي تعليقه على العلاقة المتوترة أحياناً مع وسائل الإعلام، قال الركراكي إن شخصيته لم تتغيّر، وإن أسلوبه المباشر في التعبير قد لا يروق البعض، لكنه ليس معنيًا بإرضاء الجميع بقدر ما يسعى لتحقيق الهدف الأكبر: التتويج القاري بعد نصف قرن من الانتظار.
وأبرز الركراكي أن نجاح المنتخب لا يرتبط فقط بالجوانب التقنية، بل أيضاً بالمناخ النفسي والدعم الجماعي، مُحمّلاً الإعلام مسؤولية تعزيز الثقة أو ضربها.
كما دعا الناخب الوطني إلى التفريق بين النقد المهني وبين الخطاب التبخيسي الذي لا يرى في الانتصارات سوى ضعف الخصوم، ولا يعترف بإنجاز إلا بعد ضياعه.
وفي ختام حديثه، وجه مدرب الأسود دعوة صريحة إلى تعبئة وطنية شاملة خلف المنتخب، مؤكداً أن “كأس إفريقيا لن تُربح بالأرقام وحدها، بل بالإيمان الجماعي بأن هذا الفريق يستحق التتويج… وبأننا جميعاً، كل من موقعه، مسؤولون عن صناعة هذا المجد”.
